العيد لمن؟!



العيد لمن؟!
أخي الحبيب: العيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا[  ]  إنما هو بخالقهم ومولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بفضله ومغفرته، كما قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]. 


فالعيد لمن أطاع الله، والحسرة لمن عصاه! العيد لمن أحسن في نهاره الصيام[  ] ، وأحيا ليله بالقيام. العيد لمن سهر على تلاوة القرآن، لا على الأغاني والألحان. 

قال بعض السلف: " ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه ". 

وقال الحسن: " كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد ". 


إخواني، ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعته تزيد.

 إحذر الغفلة[  ] 
نظر بعض العلماء[  ]  إلى الناس يوم الفطر وما هم عليه من الغفلة، وانشغالهم بما هم فيه من الطعام والشراب واللباس فقال: " لئن كان هؤلاء أنبأهم الله عز وجل أنه قد تقبل منهم صيامهم وقيامهم، فقد كان ينبغي لهم أن يكونوا أصبحوا مشاغيل بأداء الشكر. ولئن كانوا يخافون أنه لم يقبل منهم، كان ينبغي لهم أن يكونوا أشغل وأشغل!! " . 

أكل الحلالقال أبو بكر المروزي: " دخلت على أبي بكر بن مسلم يوم عيد، وقدّامه قليل خرنوب يقرضُه! فقلت: يا أبا بكر! اليوم عيد الفطر وأنت تأكل الخرنوب؟! فقال: لا تنظر إلى هذا، ولكن انظر إن سألني من أين لك هذا؟ أي شيءٍ أقول؟ ". 

غض البصرقال بعض أصحاب سفيان الثوري: خرجت مع سفيان يوم عيد فقال: " إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر[  ] ". 
ورجع حسان بن أبي سنان من عيد فقالت له امرأته: كم من امرأة حسناء قد رأيت؟ فقال: " ما نظرت إلاّ في إبهامي منذ خرجت إلى أن رجعت! ". 

زكاة الفطرفي الصحيحين عن أبي عمر رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين» [متفق عليه]. وزكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وإعانة للفقير على الفرح والسرور في يوم العيد، وهي واجبة على المسلم الحر العاقل وكذلك عمن تلزمه مئونته. 

أما وقت إخراجها فالأفضل أن يخرجها صباح يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين. ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، فمن أخرها عن صلاة العيد لم تقبل منه. 


العيد آداب وأحكام 1 - يحرم صيام يوم العيد لحديث أبي سعيد: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين، يوم الفطر ويوم النحر» [متفق عليه]. 

2 - يشرع التكبير ليلة العيد، ويبدأ بعد غروب شمس ليلة العيد، ويستمر إلى صلاة العيد، ويستحب أن يجهر الرجال بالتكبير في المساجد والأسواق والطرقات والبيوت إعترافاً بالعبودية وإظهاراً للفرح والسرور. 

3 - لا بأس أن يهنئ المسلمون بعضاً بالعيد، فإن ذلك من مكارم الأخلاق[  ] . 

4 - يستحب التوسعة على الأهل والعيال في المأكل والمشرب والملبس دون إسراف أو تبذير، ويستحب كذلك صلة الرحم[  ]  وزيارة الأهل والأقارب والإخوان. 

5 - ينبغي المحافظة على صلاة العيد وعدم إضاعتها، والسنة تأخير صلاة عيد الفطر، حتى يتمكن المسلمون من توزيع زكاة الفطر. 

6 - يستحب الغسل[  ]  قبل الصلاة والتطيب والتجمل بلبس أحسن الثياب مع الحذر من إسبال الرجال ثيابهم فإنه محرم. 

7 - من السنة الأكل قبل صلاة عيد الفطر، وإخراج النساء[  ]  والبنات حتى الحيض[  ]  منهن ليشهدن العيد مع المسلمين، إلا أن الحيض يعتزلن المصلى. 

8 - من السنة أن يخرج الإنسان إلى العيد ماشياً، وأن يخالف الطريق الذي أتى منه، فيرجع من غيره، حتى يشهد له الطريقان وما فيها من ملائكة يوم القيامة[  ] . 

9 - صلاة العيد ركعتان، يقتتح الأولى بسبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، والثانية بخمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، وإذا سلم من الركعتين قام الإمام، فيخطب خطبتين يجلس بينهما كما في الجمعة. 

10 - لا تشرع النافلة قبل صلاة العيد أو بعدها. 

11 - يستحب الخروج إلى المصلى خارج البلد لأداء صلاة العيد، وعدم صلاتها في المساجد لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يتخذ منبراً في مصلى العيد. 

مخالفات تقع في العيد 1 - إحياء ليلة العيد بالصلاة والقيام والقراءة، واعتقاد أن لذلك فضلاً على غيرها من الليالي. 
2 - السهر ليلة العيد مما يؤدي إلى تضييع صلاة الفجر[  ]  والعيد معاً. 
3 - إختلاط الرجال بالنساء في مصلى العيد وغيره، وخروج النساء إلى المصلى في كامل زينتهن وتبرجهن وتعطرهن! 
4 - إستقبال العيد بالغناء والرقص والمنكرات بدعوى إظهار الفرح والسرور. 
5 - تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والدعاء للأموات. 
6 - الإسراف والتبذير ولو كان في أمور مباحة. 

فيا من عزم على المعاصي في شوال، أللشهر احترمت أم لرب الشهر؟ ويحك! رب الشهرين واحد.. تقول: أُصلح رمضان وأُفسد غيره، وعزمك في رمضان على الزلل في شوال أفسد عليك رمضان. 

من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولَّى وانقضى، ومن كان يعبد رب رمضان فإنه باقٍ أبدا. 









0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
::: يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها :::