الوالدين ... أخي أختي...موضوع قيم ونحتاجه

المقصود ببر الوالدين

حسن المعاملة معهم، والاهتمام بأمرهم، والعناية بشأنهم، والإحسان إليهم، والامتثال لأمرهم، خاصة فى كبر السن والشيخوخة. و بر الوالدين واجب على كل مسلم له أبوين على قيد الحياة، وعكسه العقوق، وهو حرام ومعصية، وكبيرة من الكبائر.

فضل بر الوالدين

بر الوالدين وصلة الرحم
1- لأهمية الوالدين قرن الله سبحانه وتعالى بين عبادته وبر الوالدين، فى عدة آيات من سور القرآن الكريم، منها قال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً) وقال تعالى: (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً)
2- بر الوالدين من أحب العبادات والأعمال إلى الله تعالى بعد الصلاة، وقدمه النبى
 على الجهاد فى سبيل الله، وفى الحديث: (أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله ؟ قال: الصلاة على وقتها. قال: ثم أي ؟ قال: ثم بر الوالدين. قال: ثم أي ؟ قال: الجهاد في سبيل الله)
3- بر الوالدين سبب لمرضاة الرب -سبحانه وتعالى- وفى الحديث: (رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين، وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين)
4- بر الوالدين سبب لدخول الجنة، وفى الحديث: (رغم أنفه. ثم رغم أنفه. ثم رغم أنفه. قيل: من ؟ يا رسول الله ! قال: من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة)
5- سبب لتفريج الكروب والهموم والاحزان، وفى قصة الأول من الثلاثة الذين أواهم الميت إلى الغار الرجل قال فى دعائه كما جاء فى الحديث: (اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فناء بي في طلب شيء يوما، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج)

التحذير من العقوق

1- العقوق يمنع صاحبه من دخول الجنة، وفى الحديث (لا يدخل الجنة قاطع) أى قاطع رحم.
2- العقوق من أكبر الكبائر التى تورد صاحبها فى المهالك، وفى الحديث: (جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما الكبائر ؟ قال: (الإشراك بالله) قال: ثم ماذا ؟ قال: (ثم عقوق الوالدين). قال: ثم ماذا ؟ قال: (ثم عقوق الوالدين)

من أنواع البر

بر الأبناء للأباء
1- شكرهم على كل مايقومان به من جهد ورعاية، قال تعالى: (إن اشكر لى ولوالديك وإلى المصير)
2- خفض الجناح لهما ولين الجانب، والتلطف فى المعاملة، قال تعالى: (واحفض لهما جناح الذل من الرحمة)
3- الدعاء لهما أحياءً وأمواتاً، قال تعالى: (وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيراً) ومن أدعية القرآن الكريم قوله تعالى: (رب اغفرلى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات)
4- السمع والطاعة لهما فى غير معصية حتى ولو كان غير مسلمين قال تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بى ماليس لك به علم فلا تطعهما)
5- حسن الصحبة لهم قال تعالى: (وصاحبهما فى الدنيا معروفاً)
6- عدم الضجر أو الترفع أو التكبر عليهم قال تعالى: (ولا تقل لهم أف ولا تنهرهما)
7- عدم رفع الصوت عليهما أو المقاطعة أثناء الكلام قال تعالى: (واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)
8- تقديمهم على النفس فى الطعام والشراب، والكلام، والمشى، والدخول والخروج، احتراماً وإجلالا لهما.
9- الاهتمام الخاص بالأم، لتعبها فى الحمل والولادة والرضاعة، ولوصية الله بهما قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله فى عامين أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير)
10- إذا تعارض حق الأب مع حق الأم فحق الأم مقدم على الأب قولاً واحداً، وفى الحديث: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: (أمك). قال: ثم من ؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من ؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من ؟ قال: (ثم أبوك)
11- المزيد من الاهتمام والرعاية فى سن الشيخوخة، قال تعالى: (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً)
12 - الانفاق عليهما فى العسر واليسر، وقضاء حوائجهم التى يحتاجون إليها قال تعالى: (قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين)

كيف نبر الوالدين بعد وفاتهما

جاء فى الحديث: (بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)

ثانياً- فضل صلة الرحم

بر الأباء قدر الوسع والطاقة
معنى صلة الرحم:
حسن العلاقة مع الأقارب، بالإحسان إليهم، وتقديم العون والمساعدة إليهم المادية والمعنوية، على قدر الوسع والطاقة. الرحم تشمل الأقارب من الأصول والفروع، والأعمام من ناحية الأب، والأخوال من ناحية الأم، وما تناسل منهم. وعكس صلة الرحم: قطيعتها، بإهمال الأقارب، وعدم التواصل معهم، وهى حرام ويأثم الإنسان على ذلك.
وقد حض القرآن الكريم والسنة على صلة الرحم، ففى القرآن الكريم قال تعالى: (وبالوالدين إحسانا وذى القربى واليتامى والمساكين) وقال تعالى: (وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله) ولأهميتها كانت موضع قسم الله تعالى فى مطلع سورة النساء (واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)

فضل صلة الرحم
1-من بين الطرق التى تؤدى إلى الجنة، وقرنها النبى صلى الله عليه وسلم ببعض أركان الإسلام، وفى الحديث: (أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني بعمل يدخلني الجنة. قال: ماله ماله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرب ماله، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم) .
2-الرحم تدعو لصاحبها أن يصله الله وتدعوا على قاطعها أن يقطعه الله، وفى الحديث: (الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله. ومن قطعني قطعه الله)
3-تكون سبباً فى البركة فى الرزق وطول العمر، وفى الحديث: (من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه)
4-من أول ما عمله النبى للصحابة فى المدينة بعد الهجرة وفى الحديث: (قد قدم النبي صلى الله عليه وسلم وجئت فيمن جاء، قال: فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول ما قال: يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)
5-دليل على الإيمان بالله واليوم الآخر، وفى الحديث: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)

خطورة قطيعة الرحم

بر الوالدين وصلة الرحم
1-قاطع الرحم لا يدخل الجنة، وفى الحديث: (لا يدخل الجنة قاطع)
2-قاطع الرحم يعرض نفسه للعنة من الله تعالى (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم)
3-قاطع الرحم يوقع نفسه فى الفسق والعصيان (وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل)
4-قاطع الرحم يعرض نفسه للعقوبة من الله تعالى فى الدنيا (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي، وقطيعة الرحم)

كيفية صلة الرحم:

1-الزيارة فى البيت والمجالسة والمؤانسة فى الحديث.
2-قضاء الحوائج الأساسية التى يحتاجون إليها.
3-المساعدات المالية على قدر الوسع الاستطاعة.
4-الاتصال عليهم عبر الهاتف والسؤال عن أحوالهم بصفة مستمرة.
5-مشاركتهم فى أفراحهم، وتهنئتهم فى المناسبات السارة مثل الزواج، أو الميلاد أو الوظائف.
6-مواساتهم فى النوازل التى تلحق بهم مثل والمرض، الوفاة، وحضور الجنائز، ومشاركتهم فى العزء.
7-إجابة دعوتهم فى المناسبات الاجتماعية المختلفة.
8-الدعاء لهم بظهر الغيب.
الصلة الحقيقية لصلة الرحم: أن تصل من قطعك، وتعطى من حرمك، وفى الحديث ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)
وفى الحديث أن رجلا قال: (يا رسول الله ! إن لي قرابة. أصلهم ويقطعوني. وأحسن إليهم ويسيئون إلي. وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال " لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل. ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت على ذلك) " .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يبرون والديهم ويصلون أرحامهم.
لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
::: يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها :::