كيفية تفادي السلبية في حياتنا اليومية ؟

استخدم علماء النفس مصطلح “الأفكار السلبية التلقائية” لوصف الأفكار التي تظهر فجأة وتترك وراءها فوضى من المشاعر السلبية وعدم الثقة. في الستينات، وجد آرون بيك، أحد مؤسسي العلاج الإدراكي، أننا نميل إلى انتقاد وإضعاف أنفسنا لأننا نستمع ونصدق أفكارنا السلبية، الأمر الذي يؤدي إلى حلقة مفرغة من البؤس والشعور بالقلق أو الغضب أو الإحباط.
لحسن الحظ، وجدت دراسة طبية حديثة أن الدماغ لا يتوقف عن النمو، وأن هناك أدلة متزايدة على لدونة الدماغ. هذا الاكتشاف يعني أن بإمكاننا إيقاف أو تعطيل هذه الدورة السامة واستبدال الافكار السلبية بأخرى أكثر صحية وايجابية.
تعديل التفكير السلبي أو عرقلته يمنع الرسائل السلبية من الانتقال في المسارات العصبية، ويخلق مسارات جديدة تماماً في الدماغ لايصال أفكار سعيدة وأكثر ايجابية.
الخطوة الأولى في هذه العملية هي تحديد وتعريف الأفكار السلبية التلقائية، وتصويرها على شكل ناقد داخلي أو شخص سلبي منفرد عن الذات.
هذه الخطوة تساعد على فصل الأفكار السلبية عن صاحبها وتجعله أكثر قدرة على محاكاتها ومعالجتها من دون التأثر بها.
هذا “الناقد الدخلي” يعترض طريقنا في كل مرة نفكر أو نخطط لشيء ما، فيبدأ بإرسال الأفكار السلبية إلى الدماغ من نوع “انت لست مستعداً. لا أحد يحتاج إليك. أنت كبير في السن. لا أحد يستمع لك. لن تكون ناجحاً أبداً. أنت لا تعمل بما فيه الكفاية”…وغيرها من الافكار المؤلمة.
تحديد هذه الأفكار وتعريفها بأنها سلبية وغير صحيحة هو السر في معالجتها وإسكات الناقد الداخلي، مقابل إفساح الطريق لوجهة نظر أخرى أكثر إيجابية.
الخطوة الثانية هي الدفاع عن النفس:
تخيلوا أنفسكم في مرافعة أمام هذا الناقد الشرس تدافعون عن أنفسكم وتتحدثون عن كل قدراتكم ومكامن قواكم. هذا يسكت التفكير السلبي ويدفع الدماغ إلى التركيز على أنماط أخرى من التفكير تنتج رسائل أكثر إيجابية وقوة.
هناك فئات من الأفكار السلبية التلقائية التي يمكن تعريفها وتحديدها بهدف تجاوزها:
التفكير الأبيض والأسود وعدم وجود مناطق رمادية، مثل: “لقد فشلت تماماً. أي شخص آخر يمكنه فعل ذلك ما عداي”.
قراءة عقول الآخرين: “انهم يعتقدون أنني ممل. لا بد وانهم يعتقدون اني غبي”.
استشرف الاحداث: “ليس هناك جدوى من محاولة. لن أتمكن من النجاح”.
الإفراط في التعميم: لقد فشلت في علاقتي. لن اجد الشريك المناسب أبداً”
الدراما: “لا أستطيع أن أجد حقيبتي. أما في طريقي نحو الخرف”.
المبالغة في التوقعات: “يجب ان أستمر في العمل وألا أتوقف أبداً حتى لو تعبت”.
إهانة النفس: “أنا أحمق وسخيف”.
لوم النفس: “كل ما حصل بسببي”
ما أن نتمكن من تعريف هذه الانواع من الأفكار التلقائية السلبية، سنكون قد وضعنا الأساس الأول لتجاوزها واستبدالها بأخرى أكثر منطقية وبالتالي أكثر إيجابية.

لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
::: يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها :::