كثيراً ما يأتي لي تذكر الموت....وأحلم أني مت...


كثيراً ما يأتي لي تذكر الموت ، فأخاف خوفا شديدا .. ، وأحلم أني مت .. وأصبح خائفة جدا. وجزاك الله خيرا .

الجواب :
الحمد لله
الخوف من الموت شعور يصيب أكثر الناس ، فقد فطر الله سبحانه الإنسان على حب الحياة والخوف من المجهول ، وجعل الموت من عالم الغيب الذي لا يدرك حقيقته إلا من انتقل إليه ، فإذا فكر الإنسان فيه لم يملك إلا أن يصيبه شعور الوحشة أو الخشية أو القلق من ذلك المستقبل المجهول .

هذا هو التفسير الطبيعي للخوف من الموت لدى الإنسان بوجه عام .
ولكن المؤمن المسلِّمَ لقضاء الله وقدره ، الذي غرسَ حبَّ الله في قلبه ، وزرعَ حسنَ الظن بالله في نفسه ، يدرك أنه إنما يقبل بموته على رب كريم ، وإله رحيم ، يجزي بالحسنات إحسانا ، ويتجاوز عن السيئات صفحا وغفرانا ، وذلك للمؤمن المتعلق بالله فقط ، المنكسر قلبه بين يديه سبحانه .
يقول الله تعالى : ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يونس/62-63.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون ، كما فسرهم ربهم ، فكل مَن كان تقيا كان لله وليا : أنه ( لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) أي : فيما يستقبلون من أهوال القيامة ، ( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما وراءهم في الدنيا " انتهى.
"تفسير القرآن العظيم" (4/278)

وهكذا ينبغي أن تكوني أختي الكريمة...
يجب علينا جميعا أن نسعى في ولاية الله تعالى ، لننال محبته ورضوانه ، ويكون حبه عز وجل أجمل ما في قلوبنا ، فيصبح الموت حينئذ نقلة إلى نزل الكريم الرحيم سبحانه ، وتحررا من آصار الدنيا وأغلالها إلى سعة الآخرة ونعيمها .

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ : ( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ قَالَ : الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ) رواه البخاري (6512) ومسلم (950)

تكملة الفتوى على موقع " الإسلام سؤال وجواب "
http://islamqa.info/ar/111974
لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
::: يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها :::