نداء لكل ضال المدرب رعد الزويهري


نداء لكل ضال


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلِّي وأسلِّم على المبعوث رحمة للعالمين محمدِ بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم.

أما بعد:
إذا أضعتَ الطريقَ ولم تعرف العنوانَ الصحيح، فستكون في وضعٍ لا تُحسد عليه على الإطلاق؛ فإن الدُّروب التي تكون بها المخاطر محفوفة من كلِّ جانب، عندما تسلكها تكون مجازفًا بحياتك، فكيف إذا كان لديك اتِّجاه آمِن تستطيع السيرَ فيه بكلِّ يسرٍ، والطريق الآخر مُفْعَمٌ بالعقبات، أيَّهما ستختار؟!

إذا كان لديك موعدٌ لإقلاع طائرتِك بعد يومٍ لتنتقل من بلدٍ لآخر أو لأيِّ سببٍ دعاك للسفر، ألا تستعد لهذه الرِّحلة؟!

ألا توقِّت ساعتك قبل موعد الانطلاق؟!

إذًا لماذا يا أخي/ أختي...
بعد أن تعرفوا الإجابةَ الصحيحة تذهبون للخاطئة؟!
البعضُ من المسلمين يعرفون ما هي الأعمال التي توصلهم إلى الجنة، والأخرى التي تصل بصاحبِها إلى النار، ومع ذلك يتَّجهون لنارٍ ليسَت كنار الدنيا من خلال اقترافِهم للسيئات، واثقين مِن أنهم يتوبون في يومٍ من الأيام، وأنهم سيعيشون فترةً طويلة، مغترِّين إمَّا لعامِل السنِّ بأنهم صغار ويريدون أن يستمتعوا بشبابِهم فيما يُغضب اللهَ عز وجل.

وإما بالشيطان الذي يحشو أفكارَهم بهذه النقطة، ويتَّبعون خطواته خطوةً تلوَ خطوة، حتى يقولوا: يا ليتنا ما فعلنا وما قلنا!

قال تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268].

وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 21].

وهنالك مسوِّقون محترِفون مِن أتباع منهجِ إبليس يريدون إخراجَ المسلم من دائرة الإسلام بالكليَّة، من خلال نشر الصوَر النسائية عن طريق الإعلان في القنوَات والصُّحُف ومواقع التواصل الاجتماعي والبرامج التي تَهدم الأخلاقَ والقِيَم، ويبتكرون أساليب شيطانيَّة عدَّة تصبُّ في تحقيق أهدافهم.

فإن الفتن قريبة من المسلم جدًّا، وعليه الحذَرُ وعدم التساهل بها، وعليه أن يلزم كتابَ الله بحفظِه وتلاوته ومدارستِه، والسنةَ المطهَّرة، وإذا أشكل عليه شيء، فعليه بالرجوع إلى العلماء الثقات.

فيا من أسرفَ في الذنوب، عُد لنهجِ الله قبل أن تدقَّ ساعةُ المغادرة، وتقلِع في عالمٍ آخرَ، عالم المحاسبة على ما فعلتَ وما قلتَ طيلةَ حياتك.

قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27].

فإن أصبتُ فمِن الله، وإن أخطأتُ فمِن نفسي والشيطانِ، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوبُ إليك.

http://www.alukah.net/authors/view/home/10962/
لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
::: يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها :::