أحد عشر خطأ نرتكبه دون أن ندري


إنه وقت مقالات مارك وانجل من جديد، وهذه المرة اخترت لكم مقالة بعنوان أحد عشر خطأ ننسى أننا نفعله، وخلاصة المقالة تقوم على مبدأ بسيط: حين يتوقف الواحد منا عن ارتكاب الأخطاء في حياته، ساعتها تبدأ القرارات الصحيحة تأخذ فرصتها وتعطي ثمارها. في هذه التدوينة يشرح لنا مارك تفاصيل العديد من الأشياء التي نفعلها دون وعي منا، أفعال سلبية هدامة يجب أن نتوقف عن فعلها وهي تبدأ بـ:

1 – إصدار أحكام مسبقة على غير أساس

كم مرة حكمت فيها على شخص قابلته لتوك لأول مرة، دون أن تنتظر لترى أفعاله وتصرفاته وتحكم عليه على أساسها؟ ما تراه من غريب ما هو فقط القدر الذي أراد لك أن تراه، أو ما اضطر هذه الشخص لإظهاره بسبب مشاكل أو ضغوط نفسية أو عصبية أو ألم. نحن ماكينات سريعة في إصدار الأحكام المتسرعة على الآخرين، إلا من أدرك ذلك وقاوم النزعة الداخلية لذلك. هذا التسرع قلما أصاب الحقيقة، وما أكثر ما نتج عنه قلق وألم وغضب بلا مبرر. ولذا عليك أن تدرب نفسك على ألا تصدر قرارات متسرعة، ودع الآخرين يفاجئوك، وهنا يحضرني مثالا واقعيا، انظر للصورة التالية وقل لي هل كنت لتستثمر مالك في شركة – هؤلاء الخنافس والهيبيز هم من أسسوها وبنوها؟ .

2 – توقع البشر أن يكونوا كاملين

حين تخفض دروعك وتفتح أبوابك لعموم الناس، يجب عليك أن تتوقع الطعنات والخيانات، وكذلك مشاعر الحب والود والوفاء. حين تحب شخصا ما، يجب عليك توقع النقص وعدم الكمال منه، ويجب ألا تترك ذلك حين يقع يؤثر سلبا فيك، فلكل منا عيوبه، والكامل هو الله عز وجل. لا تتوقع ولا تبحث عن الكمال في أي شيء على ظهر هذه البسيطة. لا تنتظر الكمال من الناس، ويجب عليك أن تركز على الجوانب الإيجابية في الناس، وأن تدرك أن لديهم كذلك جوانب سلبية عليك التعايش معها وقبلوها، والأهم: عدم إنكارها.

3 – التركيز على كل شيء والجميع دون التركيز على نفسك

اجعل العالم أفضل عن طريق تغيير شخص واحد تلو الآخر للأفضل، وعليك أن تبدأ بنفسك. إذا كنت تتطلع إلى خارج نفسك بحثا عن الهدف من مجيئك لهذه الدنيا فتوقف وابدأ بالبحث داخلك. انظر إلى ما أنت عليه، إلى أسلوب الحياة الذي اخترت أن تعيش وفقه، وإلى الدوافع التي تحفزك لأن تعيش لليوم التالي. الآن اعمل على تكبير وتطوير هذه الدوافع حتى لا يمكنك احتوائها داخلك.

4- التمسك بالأخطاء لفترة طويلة

أن تتخلى عن شيء ما لا يعني نسيانه. ترك الأشياء والرحيل عنها يعني تقدير الذكريات الطيبة، وتغلبك على المشاكل والعقبات، ويؤكد على ضرورة المضي قدما في طريقك. حين تترك شيئا ما ورائك، فأنت تبدي تقديرك للخبرة التي اكتسبتها منه ـ للضحكات التي ضحكتها وللآلام التي اختبرتها والتي جلبت لك الحكمة التي ساعدتك على أن تنمو وتتعلم، إنه علامة تقبلك للأشياء التي لديك، والتي كانت لديك، والإمكانيات اللانهائية التي يمكنك الحصول عليها في المستقبل. يجب عليك العثور على القوة اللازمة بداخلك لتقبل الحقيقة الراسخة في الحياة وهي أن كل شيء مآله التغير، وأن عليك قبول ذلك وأخذ خطوات إيجابية للأمام والسير في طريقك دون أن تتمسك بأشياء تشدك للخلف.

5 – إنكار أخطاءك

حين تملك الشجاعة للاعتراف بالخطأ، ساعتها يمكنك مسامحة نفسك على ارتكابك لهذا الخطأ. يجب أن تتحلى بالشجاعة والحكمة الكافية لتدرك أنه إذا كان ما تفعله لا يجلب لك ما تهدف إليه، ساعتها يجب عليك أن تتخذ قرارات مختلفة. في بعض الأحيان، يتعين عليك أن تقع على الأرض ويواجه رأسك التراب لكي ترى الأشياء من زاوية جديدة بما يساعدك لأن تعود للطريق الصحيح. في عام 1985 وافق مجلس إدارة ابل على طرد مؤسسها ستيف جوبز منها، وكانت صدمة نفسية قوية للغاية على الشاب المبدع، لكنه وباعترافه، هذا الطرد كان له أفضل الأثر في حياته من بعدها، فهو تعلم الكثير من أخطائه السابقة التي كان ينكرها أو لا يدرك وقوعه فيها، مما ساعده فيما بعد لأن يعود من جديد لينقذ ابل وليستمر في الإبداع.

6 – تجنب مخاوفك

لكل منا مخاوفه في الحياة، هذا يخشى الخسارة وهذا الموت وهذا فقدان الوظيفة وغيرها. يجب عليك أن تجلس مع مخاوفك على طاولة واحدة، وتحدق إليها في عينها، وتجعل خوفك صديقك لا عدوك. خوفك وظيفته أن يرشدك إلى نقاط الضعف في حياتك، لكي تعمل على تقويتها ومعالجتها، من أجل أن تعيش حياة سعيدة هانئة. كلما نظرت إلى خوفك الداخلي من هذا المنظور، وعملت على معالجة كل ما نبهك إليه خوفك، كلما قل ما لدى الخوف ليخبرك به، وكلما فتحت لك الحياة ذراعيها. تقبل مخاوفك وصادقها، ولا تتركها تشل تفكيرك وتقعدك عن الحركة.

7 – قبول أقل مما تستحق

إياك والتفريط في قلبك وفي كرامتك. لا تغرم بحب شيء ما يدفعك لأن تقبل أي شيء أو أن تخفض معاييرك للأسباب الخاطئة. تمسك بمبادئك واحرص على أن تعمل ورأسك مرفوعة لأعلى بكرامة وعزة نفس.

8 – تخزين الركام الفكري

حين تمضي في حياتك، فأنت تتخلى عن القديم والمكسور وما ليس له قيمة أو لازمة في حياتك. الشيء ذاته يجب عليك فعله مع ذكرياتك وأفكارك ومخزون عقلك وذهنك. دع الآلام ترحل إلى هاوية النسيان، واعمل على تذكير نفسك بكنوز الذكريات الجميلة والحب والدروس التي تعلمتها والخبرة التي اكتسبتها.

9 – القلق بشأن أشياء لا يمكنك تغييرها

أهم لحظات السعادة هي حين نملك الشجاعة لترك ما لا يمكننا تغييره. يجب عليك أن ترفض تعكير صفو اليوم بسبب سوء الأمس. الماضي لا يمكن تغييره أو حذفه أو نسيانه، لكن الدرس الذي تعلمته من الأمس هو الذي سيجعل يومك وغدك أفضل. تذكر أن الفشل هو أول خطوة في بلوغ النجاح، ولذا فالفشل فعليا شرط لبلوغ النجاح شريطة أن تتعلم سبب الفشل ولا تكرره.

10 – أن تترك الأمل يخبو ويخفت ويموت

كل خطأ ومشكلة ومأساة في الحياة ما هي إلا فرصة لك لكي تعيد المحاولة بشكل أفضل وأحسن في المرة التالية. يمكننا أن نعيش بدون أشياء كثيرة في هذه الحياة، لكن ليس بدون أمل. ازرع الأمل في نفسك بقراءة قصص الناجحين وكلمات التحفيز ومقولات المتفائلين، لكن وهذا هو الأهم: استمع للصوت الداخلي الذي يهمس لك بأنك قادر على النجاح وعلى أن هذه العثرة أمر مؤقت لن يستمر طويلا وأن المحاولة التالية ستقربك من هدفك حتما، وأنك ستخرج من هذه التجربة أقوى من ذي قبل.

11 – الاعتقاد بأن الوقت قد فات

سواء كنت تدرك ذلك أم لا، بقية حياتك تتشكل الآن. يمكنك أن تلوم على ظروفك الصعبة وبيئتك القاحلة والحظ العاثر والنصيب المعدوم، أو يمكنك أن تقاتل كل هذه التحديات. لا تنتظر من ظروفك أن تكون عادلة أو مواتية طوال الوقت، وهذا حال الدنيا وهكذا تمضي وتسير منذ ملايين السنين. رغم ذلك، بقدر ما تعطي بقدر ما ستأخذ، وحياتك تتشكل وفق الأهداف التي تضعها لها والاختيارات التي تتخذها والقرارات التي تختارها. بقية حياتك وقت طويل متبقي، وهو يبدأ من الآن.

وهنا حيث انتهى مارك من كلامه، وحتما ستقول لك نفسك الأمارة بالسوء لو كان مارك في بلد عربي لأعلن يأسه وقنوته منذ زمن، لكن إجابة هذا التساؤل تكشف عن معادن الرجال، فالمتفائل سيرى أن مارك سيثبت على طبيعته المتفائلة في أي بيئة، بينما غيره سيرى عكس ذلك، وسيعكس كلاهما حقيقة معدنهما.

لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم