توليد أفكار رياديّة
وبينما يجري النقاش حول ما إذا كانت عوامل جينية تساهم في القدرة على إنتاج الأفكار، من الواضح أنه بإمكانك أن تدرّب نفسك على زيادة سرعة توليدك للأفكار وتحسين نوعيتها.
إليك بعض النصائح لتدريب ذهنك على التفكير بطريقة خلاقة بالأفكار الممكنة لمشاريع ريادية جديدة:
أولاً بإمكانك أن تستخدم تفاعلاتك اليومية لزرع بذور أفكار جديدة. فحين تتفاعل مع محيطك ومجتمعك، تقع أحداث وأوضاع كل يوم تساعد في إثارة أفكار جديدة لديك أو تساعد في منحك إطاراً جيداً لتبدأ. وهنا بعض الأمثلة على نماذج أولية لأفكار يمكنك أن تبدأ منها:
نمط جديد (منتج) يقدم أسلوباً جديداً لإجراء خدمة أساسية أو تلبية حاجة إنسانية بسيطة. مثلا: شبكات اجتماعية على الإنترنت قدمت أساليب جديدة للناس كي تتفاعل.
طريقة لتحسين نمط موجود أو عملية يعتمد عليها الناس. ومثال على ذلك: كانت MySpace و Hi5 شبكتان اجتماعيتان موجودتان أصلاً ولكن فيسبوك قدم طريقة جديدة للمستخدمين كي يطوّروا تطبيقاتهم الخاصة على الشبكة الاجتماعية وبذلك يكون لديهم المزيد من الحرية والإبداع.
تكنولوجيا جديدة تحدّث نمطاً موجوداً أو حاجة لدى المستخدم. ومثال على ذلك أن الهواتف الذكية تحسنت كثيراً من خلال تعزيز المرونة وتقديم أسلوب جديد بالكامل للاتصال بشخص ما.
2 ـ استخدم طريقة العصف الذهني لإبقاء العملية مستمرة.
حاول أن تخصص نصف ساعة أو ساعة في اليوم تجلس فيها وتحاول أن تفكّر "بشكل مختلف". وسبق أن رأيت أشخاصاً يرصدون ساعة عصف ذهني لأنفسهم في كل نهاية أسبوع يحاولون أن يبحثوا عن أفكار جديدة أو أساليب جديدة للتعامل مع الأمور.
اسأل "لما لا؟" ولا تأخذ الأمور من حولك كما هي. ولا تقبل الحقائق الراسخة التي تفرضها الحياة اليومية عليك. فقد قال أحد الفلاسفة: "عندما أتحدى وأتصرف مشككاً في النموذج الحالي للحياة، فهذا لا يعني أنني أرفض تجربتي الحالية، بل أبحث عن مستقبل أفضل".
اسأل نفسك يومياً، "هل حاولت حل مشكلة جديدة اليوم؟". يذكرك هذا السؤال بأن عليك أن تحفّز ذهنك وتدرّبه لزيادة قدرته.
3 ـ قيّم الفكرة لتحديد جدواها.
حين تصبح قادراً على إنتاج الأفكار، فإن الخطوة التالية هي تقييم ما إذا كانت الفكرة يمكن أن تتحوّل إلى منتج قابل للحياة. وإليك بعض الخطوات:
1 ـ تحرّ نوع الفكرة من خلال السؤال:
-عما إذا كانت الفكرة موجودة بطريقة أخرى أو بهيئة أخرى.
-عما إذا كانت هذه فكرة أو منتج جديد بالكامل.
2 ـ إذا كانت الفكرة موجودة أصلاً (على شكل شركة أو مشروع) وكنت تريد أن تطوّر أمراً مشابهاً فكّر:
-إلى أي مدى كانت الفكرة ناجحة؟ هل يمكنك أن تنتزع حصة من السوق من مجموعة زبائن راضين أصلاً؟
-بأنه إذا سبق أن فشلت شركة ذات نموذج أو منتج مشابه، فعليك أن تحلل لماذا نسبة نجاحك ستكون مختلفة وما الفرق بين الاثنين.
3 ـ إن كانت فكرة جديدة
أولاً، حاول أن تقيّم ردّة فعل السوق على فكرة مشابهة جداً لفكرتك في القطاع ذاته.
ثانياً، قم بقياس مكان ضعف وقوة فكرتك.
ثالثاً، حاول أن تضع نفسك مكان جمهور مشكك كي تفهم المشاكل في فكرتك.
-رابعاً، تحدّ افتراضاتك وقيّم الخطر المتأصّل. وإحدى الطرق لفعل ذلك هي طرح أسئلة من نمط "ماذا لو" مثل "ماذا لو لم ير الجمهور الاقتراح القيّم والفريد الموجود في الفكرة؟ وماذا لو لم تكن ردة فعل السوق كما تتوقع؟ وماذا لو جاءت فكرة أخرى بعدك تنافس فكرتك؟
4 ـ وأخيراً، فكّروا بمستقبل الفكرة. كيف ستتطور؟ هل يمكن أن تولد أفكار فرعية منها؟
إذا مرّت الفكرة بكل هذه الخطوات النهائية وبقيت ذات جدوى، فأنت قد حصلت على أساس لمفهوم متين يمكن أن يتحوّل إلى نموذج شركة أو مشروع.
في المقالة المقلبة سأناقش كيف يمكن تحويل فكرة هذا المشروع الجديد إلى نموذج مشروع قابل للحياة يمكن أن يستخدم لعرضه أمام المستثمرين. وحتى ذلك الوقت، واصلوا التفكير.
--
أيمن أبو هند هو رأسمالي ريادي وعضو في اتحاد رأس المال المخاطر والسهم الخاص المستثمر في كندا كممثل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يشارك في العثور على فرص استثمار جديدة وفرص مثيرة حالية واتخاذ القرارات بشأنها. وهو مسؤول عن متابعة الجانب التجاري والإداري في عدد من الشركات التي تستثمر فيها "كارتل فنتشرز" لرأس المال المخاطر. ويتضمن سجل أيمن في السنوات الأخيرة تنفيذ تعاملات في التكنولوجيا والطب الحيوي والعقارات والأدوية والخدمات المالية. ولقد مر بجميع مراحل دورة رأس المال المخاطر: جمع الأموال والاستثمار وخلق القيمة وعملية الخروج. وهو حاصل على درجة بكالوريوس في الاتصالات وهندسة الإلكترونيات من كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وحائز على شهادة محاسبة قانونية من معهد "سي أف إيه" عام 2011.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0تعليقات