تقنيات مستلهمة من الرياضيين للحفاظ على القوة النفسية والعقلية

القوة العقلية لها دورها الكبير خصوصاً في المواقف التي تكون محفوفة بالمخاطر أو تلك التي تتطلب قرارات عاجلة.



البعض ينهار تحت الضغوطات، وبالتالي يتخذ قرارات سيئة، والبعض الآخر لا ينهار لكنه يتسرع، وطبعاً هناك الفئة التي تظن أنها تعمل بشكل مثالي تحت الضغوطات. لكن النتائج تكون غير ثابتة. أكثر الأشخاص الذين يتعرضون للضعوطات النفسية هم الرياضيون، فهؤلاء وبشكل دائم يجدون أنفسهم في مواقف تتطلب منهم التركيز الكامل واستعادة السيطرة وتحقيق النتائج. 

بطبيعة الحال هناك ساعات التدريب التي لا تعد ولا تحصى ولكن التدريبات البدنية لا تعنينا هنا، بل ما يهمنا هو التمارين العقلية والتقنيات التي تجعلهم يحولون عقلهم من أسوأ عدو لهم الى أفضل صديق وحليف. 

اللعب من أجل الربح 
هؤلاء لا يدخلون المباراة أو حتى الشوط الأخير من المباراة وفق عقلية «نتمنى الربح.. أو نتمنى ألا نحرج أنفسنا اليوم».. لكنهم يدخلون بتصميم كبير على الفوز.

هذه هي الفكرة الوحيدة التي تهيمن على عقولهم، هم هناك من أجل الفوز والفوز فقط. حتى في تلك اللحظات الصعبة حين يتسابقون مع عقارب الساعة فإن تفكيرهم محصور بفكرة واحدة.. الفوز. 

العلماء يؤكدون أن التبديل البسيط في آلية تفكير كل شخص حول أدائه له تأثيره المهول على الأداء والنتيجة. ففي أي موقف تكون فيه وكل أفكارك محصورة بفكرة واحدة وهي تمني عدم الخسارة فإن الأداء سيكون ضعيفاً والنتيجة على الأرجح ستكون الخسارة.

لكن حين تقارب مهامك بفكرة واحدة، وهي أنك هناك من أجل الفوز فإن الأداء سيصبح أفضل بأشواط وفرص الربح سترتفع بشكل جذري. 

التركيز على الوعي 
الوعي المعتمد هنا هو حين يكون المرء في حالة من اليقظة تمكنه من التركيز على اللحظة الآنية والتعامل بشكل هادئ مع مشاعره وافكاره، وبالتالي تقبل الموقف استيعابه بشكل كامل. 

الآلية هذه فعالة لدرجة أن القوات العسكرية الأميركية باتت تدرجها ضمن برامج التدريب الخاصة بجنودها. الدراسات التي أجريت أكدت أن الوصول إلى هذه المرحلة عدل في طريقة تفاعل الدماغ مع التوتر لأن الشخص يصبح في حالة تمكنه من التحكم بأفكاره، وبالتالي مخاوفه ما يعني أن ردود الأفعال ستكون أفضل حتى ولو كانت المواقف صعبة جداً.

يمكن الوصول إلى الوعي الكامل من خلال التأمل وهذا ما باتت جميع الأندية الرياضية في مختلف الرياضات تعتمد عليه، دمج التأمل مع التمارين المخصصة للاعبين. 

تخيل النجاح
في الوقت الذي يدخل فيه هؤلاء إلى الملعب فهم يكونون قد خاضوا المباراة ١٠٠ مرة في عقولهم والنتيجة دائماً هي الفوز.

لكن تأثير الصور العقلية هنا لا يرتبط بالفوز فحسب بل بتحسين الأداء، فمثلاً العداء الذي يخوض مباراته قبل بدايتها في عقله مرة تلو الأخرى يمكنه أن يشاهد نفسه وهو يركض، وبالتالي قد يتمكن في مرحلة ما اكتشاف مكامن الخلل حتى قبل قيامه بالركض الفعلي.

هذا الأمر يتطلب الوصول إلى مراحل متقدمة. في المقابل ما هو مؤكد أن الصور العقلية لما سيحدث تؤثر وبشكل كبير على كيفية تفاعل الجسد مع ما هو قادم. 

الدراسات حسمت وبشكل قاطع أنه بغض النظر عن مستوى مهاراتك، فإن تخيل نفسك وأنت تقوم بما عليك القيام به سيحسنها، وسيرفع من حظوظك بالقيام بعملك بشكل مثالي.

سواء كان الأمر يتعلق بعرض مشروعك أو طلب زيادة في الراتب، تخيل الأمر خطوة بخطوة سيساعدك على التعديل والتحسين، وبالتالي ضمان نتيجة أفضل. 

مخاطبة النفس بشكل إيجابي
عندما انتقل لاعب كرة السلة الأسطوري ليبرون جايمس من كليفلاند كافلييرز إلى ميامي هيت قال خلال مؤتمره الصحفي: «أردت أن أقوم بما هو أفضل لليبرون جايمس والقيام بما يجعل ليبرون جايمس سعيداً».

بطبيعة الحال تصريحاته هذه جعلت مواقع التواصل تنفجر بالسخرية مما قاله واعتبار أنه فقد تواصله مع الواقع. لكن ما لم تعرفه مواقع التواصل أن الحديث عن نفسه بهذه الطريقة هو سبب نجاحه. 

الدراسات أكدت أن الحديث مع نفسك بهذه الطريقة يساعد على التخفيف من حدة التوتر والقلق ويمهد الطريق لاتخاذ قرارات أفضل. 

عوض أن تقلق «يمكنك فعل ذلك» قم بالقول بذكر اسمك يا (اسمك) يمكنك فعل ذلك بقدر ما قد يبدو الأمر غريباً لكن ذكر اسمك له تأثيره الكبير على قدرة عقلك على تنظيم المشاعر والتحكم بها وبالتالي زيادة معدل التركيز على المهمة التي تعمل عليها. 

كل واحد منا يملك ذلك الصوت في عقله الذي دائماً ما يحبط من عزيمته والذي يزرع فينا الشكوك. الرياضيون الناجحون يقومون بجعله يصمت ويجعلون الغلبة للصوت المنطقي العقلاني.

فخلال المباراة الصوت الوحيد في عقلهم هو الصوت الذي يوجه التعليمات، مثلاً سباح خلال المسابقة لا يفكر بأنه سيخسر أو أنه يشعر بالتعب بل يستمع لصوت واحد يقوم بمنحه التعليمات مثل «مد ذراعيك أكثر، تنفس بانتظام». هذه التعليمات العقلية لا تحسن الأداء فحسب لكنها بشكل وبآخر حسنت قدرتهم على التحمل. 

وهذان الأمران هامان جداً في الحياة المهنية، القدرة على التحمل والأداء الصحيح والعمل بفعالية تحت الضغوطات. 



لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
::: يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها :::