سنسعد كثيرا إذا فعّلت الإعلانات في موقعنا حتى نتمكن من إبقاء جميع خدمات واخبار الموقع مجانية لكم وان تُنشر في وقتها، وضعنا بضع الإعلانات في الموقع حتى يتسنى لنا تغطية تكاليف تشغيل الموقع، فنسعد كثيرا لو الغيت تفعيل حاجب الإعلانات (Ad blocker) في موقعنا.

تابعنا

القائمة

محبة الله عز وجل للشاب التائب

محبة الله عز وجل للشاب التائب



 الحديث ، رُوِيَ عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
((إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ الشَّابَ التَّائِبَ)) [رواه أبو الشيخ عن أنس]

 من هو الشابّ ؟ قال : مَنْ بلغَ الثامنة عشرة ولمْ يتجاوَز الثلاثين ، من الثمانية عشر عامًا إلى الثلاثين ، قال : هذا الشابّ ، الشبيبة حالها غلبةُ الشّهوَة ، وحِدَّة النّفْس ، وقوّة الطَّبْع ، وضَعْفُ العقل ، وقِلَّة العِلْم ، كلّ أسباب المعْصِيَة مُتوافِرَة في الشابّ ، وكلُّ أسباب العِصْمة ضعيفةٌ عندهُ ، فإذا تغلَّبَ الشابّ على قوّة طَبْعِهِ ، وعلى غلبة شهوته ، وعلى حِدّة نفْسِهِ، وعلى ضَعف عقلِه ، وعلى قلَّة علْمِهِ ، وأطاع الله عز وجل ، ماذا حَدَث ؟ فإنّ الله سبحانه وتعالى يُحبُّه ، ويعْجَبُ منه ، وضحِكَ ربُّكم من شابّ ليْسَتْ لهُ صَبْوَة ، وإنّ الله تعالى ليُباهي الملائكة بالشابّ المؤمن ، يقول : انْظُروا عبدي ترَكَ شَهوتَهُ من أجلي . 

أيها الأخوة الأكارم ؛ ورد في بعض الأحاديث القدسيّة أحبّ الطائعين ، وحُبّي للشابّ الطائع أشدّ ، وأبغضُ العُصاة ، وبُغضي للشيخ العاصي أشدّ . 

 أيها الأخوة الأكارم ؛ ويا أيّها الأخوة الشباب ، وأنتم في هذا السنّ أبواب رِضوان الله عز وجل ، أبواب السّعادة ، أبواب محبّة الله مُفتّحةٌ لكم ، لأنّ البُطولة أن تُطيعهُ وأنت شابّ، والشهواتُ تغلي فيك ، ومع ذلك تغضّ البصرَ عن محارم الله ، أن تُطيعهُ فتأكل المال الحلال فقط ، والمال الحرام بين يديك ، وأنت عفيفٌ عمّا نهى الله عنه ، هذه هي البُطولة ، بِقَدْر الحاجة ، أن تتصدَّق وأنت صحيحٌ شحيح ، تخْشى الفقْر وتأمُلُ الغِنى . 

 يا أيها الأخوة الأكارم ؛ من عرفَ الله في الرَّخاء عرفهُ في الشدّة ، عالمٌ جليل من علماء الشامّ بلغَ السادسة والتّسعين من عمرِه ، كان منتصِبَ القامة ، حادّ البصر ، مرهف السّمْع ، أسنانهُ في فمِهِ ، كلّما سئِلَ يا سيِّدي : ما هذه الصّحة التي متَّعَك الله بها ؟ قال هذه المقَوْلة الشهيرة : يا بنيّ حَفِظناها في الصِّغَر فحَفِظَها الله علينا في الكِبَر ، من عاشَ تقِيًّا عاشَ قويًّا ، هؤلاء الشباب إذا أطاعوا الله عز وجل يدَّخِرُ الله لهم سعادةً في زواجهم وسعادةً في خريفِ عُمُرهم ، كلّما ازْدادَ عمرهُم ازدادوا وقارًا ، وحكمةً وعلمًا وقوّةً وجاهًا ، أما الذي يُفني شبابهُ في المعاصي فله في حياته الدنيا آخرةٌ قبيحةٌ جدًّا سمّاها الله تعالى أرْذَلَ العُمُر ، قال تعالى :
﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً﴾
[ سورة الحج : 5]

 فمن أراد أن يحيا سعيدًا فعليه بطاعة الله تعالى ، من أراد أن يحيا كريمًا فعليه بطاعة الله ، من أراد أن يحيا عزيزًا فعليه بطاعة الله.

 حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أنّ ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطّى غيرنا إلينا فلْنَتَّخِذ حذرنا ، الكيّس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتْبعَ نفسه هواها ، وتمنّى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .



------------------------------
من
خطبة الجمعة - الخطبة 0365 : خ1 - حديث شريف (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) ، خ2 - الساعة البيولوجية.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1991-10-18
------------------------------




لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
::: يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها :::