الدنيا وما حوت والروح لهما فداء
بسم الله الرحمن الرحيم
والديك ومن سواهما يستحق ذلك بل ذلك قليل يسير مقابل قدرهما عند الله عز وجل.
ومن هذا المنطلق أحببت أن أجمع ما تيسر من كلمات تحضُ على برهما والسعي وراء رضاهما.
من كتاب الله :
قال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36]
وقال سبحانه : ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ﴾ [الأحقاف: 15]
وقال سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]
وقد ربطه-عز و جل- بعبادته فقال : ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [البقرة: 83]
وها هنا آياتٌ أتت على ألسنة بعض الرسل الكرام:
﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: 32]
﴿ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴾ [مريم: 47]
﴿ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ﴾ [الشعراء: 86]
و حتى إن خالفاك شرعاً لم يأمر ربنا -سبحانه وتعالى-بعقوقهما : ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]
﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 8]
يقول حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ثلاث آيات مقرونات بثلاث، ولا تقبل واحدة بغير قرينتها:
1/ (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) [سورة التغابن: 12]، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يُقبل منه.
2/ (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) [سورة البقرة: 43]، فمن صلَّى ولم يُزكِّ لم يُقبل منه.
3/ (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) [سورة لقمان: 14]، فمن شكر لله ولم يشكر لوالديه لم يُقبل منه.
1/ (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) [سورة التغابن: 12]، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يُقبل منه.
2/ (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) [سورة البقرة: 43]، فمن صلَّى ولم يُزكِّ لم يُقبل منه.
3/ (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) [سورة لقمان: 14]، فمن شكر لله ولم يشكر لوالديه لم يُقبل منه.
ولا أظن أن هناك أكثر من قصص بر الوالدين وعلى النقيض أيضاً عقوقهما-والعياذ بالله- والمقام هنا قد طاب بذكر آيات الله الدالة على وجوب برهما لكن أحب أن أنشر هاهنا نسمات حفيفة من بعض القصص:
- عن أبي مرة مولى أم هانئ ابنة أبي طالب قال: كنت أركب مع أبي هريرة - رضي الله عنه - إلى أرضه بالعقيق فإذا دخل أرضه صاح بأعلى صوته: عليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمتاه، تقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يقول: رحمك الله , ربيتني صغيرا، فتقول: يا بني، وأنت فجزاك الله خيرا ورضي عنك كما بررتني كبيراً.
- عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: (جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي وجه الله والدار الآخرة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " هل من والديك أحد حي؟ " , قال: نعم , بل كلاهما) (ولقد تركتهما يبكيان) (قال: " فتبتغي الأجر من الله؟ " , قال: نعم , قال: " فارجع إلى والديك ففيهما فجاهد احسن صحبتهما وأضحكهما كما أبكيتهما وأبى أن يبايعه .
- وقد ذُكر عن أحد السلف قوله: باتَ أخي عمر يُصَلِّي، وبِتُّ أغمز قدم أمِّي، وما أحبُّ أنَّ ليلتي بليلته.
وحَسبُها الحملُ والإرضاعُ تُدْمِنُهُ، أمرانِ بالفَضْلِ نالا كلَّ إنسانِ
أبوالعلاء المعري
وأطع أباك فإنه *** رباك من عهد الصغر
واخضع لأمك وارضها *** فعقوقها إحدى الكبر
حملتك تسعة أشهر *** بين التألم والضجر
فإذا مرضت فإنها *** تبكي بدمع كالمطر
فاطعهما وقرهما *** كيلا تعذب في سقر
الشافعي
تم بحمد الله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0تعليقات