كيف تتذكر من أي شيء تتعلمه ؟

الهدف الأساسي من التعلم هو استرجاع المعلومات المخزنة في المخ عند الحاجة إليها، ولهذا تلعب الذاكرة دوراً هاماً في هذه العملية. وقد تطورت فكرة هرم التعليم في فترة الستينيات من القرن الماضي، وهي توضح الطريقة التي يكتسب بها الإنسان المعلومات.



ووفقاً لهذه الفكرة المبنية على عدة دراسات، فإن الإنسان يتذكر 5 بالمائة فقط من المعلومات التي اكتسبها عبر المحاضرات، ويتذكر 10 بالمائة من المعلومات التي اكتسبها عن الطريق القراءة، في حين يتذكر 20 بالمائة من المعلومات التي تعلمها بطريقة بصرية وسمعية، مثل استخدام الفيديوهات.

وتضيف الدراسة أن الفرد يتذكر 30 بالمائة مما تعلمه عندما يرى إثباته، ويتذكر 50 بالمائة مما يتعلمه عبر الانخراط في مناقشة جماعية، بينما يتذكر 75 بالمائة عندما يمارس ما تعلمه، في حين يتذكر 90 بالمائة إذا استخدم ما تعلمه أو علمه لغيره.

وهنا يبرز السؤال، هل الطريقة التي نتبعها في تعلم الأشياء الجديدة هي الأصح؟ في الحقيقة، معظمنا يعتمد على المحاضرات وقراءة الكتب وأحياناً مشاهدة الفيديوهات، وهي طرق غير تفاعلية ينتج عنها خسارة 80-95 بالمائة من المعلومات التي تعلمتها، وكأنها تدخل من أذن وتخرج من الأخرى.

والنقطة الأهم هنا هي بدلاً من التركيز على كيفية إجبار المخ على تذكر المعلومات التي تعلمها عبر هذه الطرق، ينبغي أن تركز الوقت والجهد للطرق التفاعلية، التي ثبت أن لها نتائج أفضل في وقت أقصر.

ومن تطبيقات هذه العملية ما يلي:

1- إذا أردت تعلم إحدى اللغات الأجنبية، فعليك بالتركيز على مهارات التحدث، خصوصاً مع متحدثي اللغة الأصليين، ومن ثم الحصول منهم على بعض التصويبات والنصائح.

2- إذا أردت تعلم العزف على أداة موسيقية، فالأفضل الذهاب إلى معلم قريب والممارسة أمامه. هذا أفضل من مشاهدة الفيديوهات التعليمية على الإنترنت.

مشكلة الوقت
يتحجج الكثيرون بأنهم لا يملكون الوقت الكافي للتعلم عبر الطرق التفاعلية رغم علمهم أنها الأكثر كفاءة. ولكن إلى أي مدى تعتبر هذه النظرة صحيحة.

افترض مثلاً أن شخصاً يتعلم لغة جديدة، وجلس أمام الكتاب للمذاكرة ساعة كاملة، فمن الطبيعي، وفقا للأرقام السابقة، سيفقد حوالي 90 بالمائة من المعلومات التي قرأها خلال الساعة. ولكنه إن خصص هذه الساعة لإحدى الطرق التفاعلية فالنتيجة ستكون أنه لن يفقد سوى 10 بالمائة فقط أو أقل. ما يعني أنه سيحتاج إلى 8 ساعات إضافية من القراءة حتى يتعلم المقدار نفسه الذي تعلمه عبر الطريقة التفاعلية في ساعة واحدة، ما يعني 9 ساعات في مقابل ساعة واحدة. قد تكون الأرقام غير دقيقة، لكن الفكرة صحيحة.

عليك إذن أن تركز على التعلم عبر النقاش والتفاعل مع الآخرين، بدلاً من التعلم بمفردك، وعلى الممارسة العملية بدلاً من القراءة أو مشاهدة الفيديوهات، وعلى تعليم الآخرين بعد التعلم بدلاً من مجرد التعلم وحسب. عليك أيضاً ألا تعتمد على طريقة واحدة في التعلم، بل احرص على تعدد الطرق وتنوعها.

المصدر
لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
::: يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها :::