لا يمكن للإنسان منا أن ينجح دون إتقان مهارات فن الاتصال مع الآخرين

لا يمكن للإنسان منا أن ينجح دون إتقان مهارات فن الاتصال مع الآخرين؛ وذلك لأنَّ النجاح يعني القدرة على التواصل مع الآخرين، والتأثير الإيجابي فيهم، ولكننا نلحظ أنّ الكثير منَّا لا يتقن هذا الفن؛ وقد يعود السبب في ذلك إلى أنَّ مؤسساتنا المختلفة مثل:

الأسرة والمدرسة والمحاضن التعليمية والتربوية لم تضع هذا الفن ضمن أولوياتها، حيث اقتصر دور أغلب الأسر على تأمين المأكل والمشرب والمسكن والتعليم لأبنائها، بينما انحصر دور المدارس في تلقين المعلومات للطلاب، ثم قياس مدى تذكّر الطلاب لتلك المعلومات في الاختبارات ظنَّا منها أنها بذلك قد أدَّت رسالتها، وما علمت أنها قد خرَّجتْ أجيالاً -حتى المتفوقين منهم- تفتقر إلى أبسط مهارات فن الاتصال؛ فلا يمتلكون القدرة على التأثير في أقرب الناس إليهم، فضلاً عن بقية الناس. 




إنَّ النجاحَ رحلة، وأثناء تلك الرحلة نحتاج إلى معونة الآخرين، وخبراتهم، والاستفادة من طاقاتهم.
النجاح يعني التعايش مع الآخرين والتواصل معهم.
النجاح يحتاج إلى فريق في الكثير من الأحيان .
إنَّ الإنسان الناجح هو القائد الكفء الذي يستطيع استغلال تلك المواهب التي يكتشفها في فريقه ويحفِّز قواهم ويلهمهم .

وأرى أنَّ القواعدَ الآتية تمثِّل العمود الفقري للاتصال الفعَّال والتأثير في الآخرين :

القاعدة الأولى: تقبّل الآخرين كما هم:
(الانطباع الأوَّل يبقى) مقولة تحمل الكثير من المصداقية؛ فالانطباع الأوَّل دائمًا ما يؤثر على الاتصال، وذلك الانطباع يحدث خلال أقل من ثانية عند النظرة الأولى في كثير من الأحوال ، والأدهى أنَّ ذلك الانطباع يحدث بطريقة لاواعية ، أقصدُ بطريقة تلقائية، وفي كثير من الأحيان يتبع ذلك الانطباع مباشرة الحكمُ على الآخرين .

لقد تناولتُ مشكلةَ البرمجة السلبية في بداية هذا الكتاب، وقلتُ أنها من أكثر معوقات النجاح وها هو تأثيرها يمتد أيضًا لتصبح من أكبر معوّقات الاتصال الفعَّال.  

إنَّ تلك البرمجة السلبية التي نشأنا عليها قد تركت بصماتها بصورة جليّة على تواصلنا مع الآخرين. إننا في كثير من الأحيان لا نتقبَّل الآخرين كما هم، بل نحاول أنْ نلزمهم بتغيير شخصيتهم حتى نتقبلهم ونحبهم؛ فالزوج يريد من زوجته أن تتصرف بطريقة ما حتى يتقبلها، والزوجة تطلب من زوجها التصرف بطريقة ما، وتغيير بعض سلوكياته وطباعه حتى تتقبله وهكذا… يطلب المديرُ من موظفيه تغيير طباعهم حتى يتقبلهم، والصديق من صديقه..

لا يوجد هناك تقبّل من أحد لأحد، كلٌّ يركِّز على الآخر بطريقة سلبية، ومن ثمَّ يحدث الصراع والاتصال غير الفعَّال.

فإذا أردتَ أن تكون من أفضل الناس في الاتصال،  فبادىء ذي بدء عليك تقبّل الآخرين كما هم.

لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم