ما معنى التغني بالقرآن يا سماحة الشيخ ؟
ما معنى التغني بالقرآن يا سماحة الشيخ ؟
الجواب:
جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن؛ يعني: تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة، ومنه الحديث الصحيح: ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به[1]، وحديث: ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به[2]، ومعناه: تحسين الصوت بذلك كما تقدم.
ومعنى الحديث المتقدم: ما أذن الله؛ أي: ما استمع الله كإذنه؛ أي: كاستماعه، وهذا استماع يليق بالله لا يشابه صفات خلقه -مثل سائر الصفات- يقال في استماعه سبحانه وإذنه مثل ما يقال في بقية الصفات على الوجه اللائق بالله عز وجل : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].
والتغني: الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه؛ حتى يحرك القلوب؛ لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن؛ حتى تخشع وحتى تطمئن وحتى تستفيد.
ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما مر عليه النبي ﷺ وهو يقرأ فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام وقال: لقد أوتي مزمارًا من مزامير آل داود[3]، فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك، قال أبو موسى: "لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبرتّه لك تحبيرًا".
ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك؛ فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقرآن أمر مطلوب؛ ليخشع القارئ والمستمع، ويستفيد هذا وهذا[4].
-
أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التوحيد)، باب (قول النبي صلى الله عليه وسلم: الماهر..)، برقم: 6989، ومسلم في صحيحه (كتاب صلاة المسافرين وقصرها)، باب (استحباب تحسين الصوت بالقرآن)، برقم: 1319.
([3]) أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التوحيد)، باب (قوله تعالى: ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ..﴾، برقم: 6973.
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب (فضائل القرآن)، باب (حسن الصوت بالقراءة للقرآن) برقم: 4660، ومسلم في صحيحه كتاب (صلاة المسافرين وقصرها) باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن برقم: 1322.
نشر في كتاب (فتاوى إسلامية)، جمع وترتيب الشيخ/ محمد المسند، ج4، ص: 18. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 24/ 378).
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0تعليقات