الدافعية مفهومها ونظرياتها وأثرها في التعلم
إعداد : محمد سلامه المحاسنة
كثيراً ما يتساءل المربون عن أسباب اختلاف الطلبة في الإقبال على الأنشطة المدرسية ، أو المواد الدراسية ، بعضهم يُقبل عليها بحماس كبير ، وبعضهم يرفضها ، وبعضهم يتقبلها بفتور ، يستغرق بعضهم ساعات طويلة جداً في الدرس، بعضهم لا يستطيع الاستمرار في الدراسة ، وبعض الطلبة لا يقبل إلا التفوق ، بينما بعضهم الآخر يرضى بمستوى منخفض.
ترتبط هذه الأسئلة بالدافعية Motivation ، إذ إنّ علماء النفس يعدونها إحدى العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي.
أولاً : مفهوم الدافعية وأهميتها
الدافعية : هي ما يحض الأفراد على القيام بأنشطة سلوكية معينة ، وتوجيه تلك الأنشطة وجهة معينة ، فالفرد يسلك سلوكاً معيناً لينتج عن هذا السلوك نتائج أو عواقب تشبع بعض حاجاته ورغباته.
نحن لا نستطيع رؤية الدافعية بصورة مباشرة ، الا أنّها تشكل مفهوما اساسيا من مفاهيم علم النفس التربوي ، نستطيع معرفته عن طريق سلوك الأفراد وملاحظة البيئة التربوية التي يجري فيها هذا السلوك.
ولقد حاول علماء النفس تحديد العوامل التي تؤثر في الدافعية نظرا للدور المهم الذي تلعبه في التعلم ، فقسم العلماء الدوافع إلى نوعين ، هما
1- دوافع بيولوجية Biological وهي دوافع ناتجة عن حاجات فسيولوجية كالجوع ، والعطش ، والجنس ، والراحة ، والنوم.
2- دوافع اجتماعية Motives Social وهي الناتجة عن التفاعل مع البيئة الاجتماعية كالحاجة إلى الانتماء ، والأمن ، والإنجاز ، وتقدير الذات ، وتحقيق الذات وتعد الدافعية في ذاتها هدفا تربويا تنشده النظم التربوية ، لأن استثارتها وتوجيهها يجعل الطلبة يقبلون على انشطة متنوعة خارج نطاق المدرسة ، وفي الوقت نفسه تستخدم في إنجاز أهداف تعليمية لعلاقتها بميول الطلبة ، فتوجه انتباههم إلى بعض الأنشطة التي لها علاقة بحاجاتهم ، إذ تؤثر في سلوكهم وتحثهم على العمل بشكل فعال.
ثانياً : نظريات الدافعية
إنَّ نظريات الدافعية لم تقدر على إعطاء صورة كاملة عن مفهومها ، ولا يعنى هذا عدم فائدة النظريات الحالية ، خاصة في مجالها التربوي ، فهي تساعد المعلم على فهم سلوك الطالب ، وتمكنه من تكوين تصور واضح عنه، ونظريات الدافعية متعددة وقد أفاضت في شرح السلوك الإنساني وتفسيره ، وسوف نأخذ بعض النظريات المرتبطة بالدافعية والتعلم والسلوك الإنساني.
1- النظرية الارتباطية Association theory
تعنى هذه النظرية بتفسير الدافعية في ضوء نظريات التعلم ذات المنحى السلوكي أو ما يعرف بالمثير والاستجابة ، ويُعدّ ( ثورندايك( من اوائل العلماء الذين تناولوا مسألة التعلم تجريبياً ، وقال بمبدأ المحاولة والخطأ كأساس للتعلم ، وفسّر هذا التعلم بقانون الأثرLaw of effect ، فالإشباع الذي يتلو الاستجابة يؤدي إلى تعلمها وتقويتها ، في حين يؤدي الانزعاج أو عدم الاشباع إلى إضعاف الاستجابة التي يتلوها.
ولقد جاء سكنر الذي قبل بمفهوم التعزيز كأساس للتعلم ، ذلك المفهوم الذي ينطوي في ذاته على معنى الدافعية ، إذ إنّ التعزيز الذي يتلو استجابة ما حدوثها ثانية وإزالة مثير مؤلم يزيد من احتمالية حدوث الاستجابة التي أدّت إلى إزالة هذا المثير ، واستخدام استراتيجيات التعزيز المتنوعة ، يتم في ضوئها تحديد
التعزيزات السلبية والايجابية ، يكفل إنتاج السلوك المرغوب.
أما العيب الذي يوجه لهذه النظرية فلأنها قامت على نتائج التجارب التي اجريت على الحيوانات وتعلمها ، ورغم ذلك فإن التعزيز المناسب والمباشر لأنماط السلوك المرغوب هي مبادىء تعلم هامة، ومفيدة في تفسير مفهوم الدافعية واستثارتها عند الطلبة .
2- النظرية المعرفية Cognitive theory
التفسيرات الارتباطية للدافعية ترى أنّ النشاط السلوكي وسيلة للوصول إلى هدف معين مستقل عن السلوك ذاته ، فالاستجابة الصادرة من أجل الحصول على المعززات تشير إلى دافعية خارجية تحددها عوامل مستقلة عن صاحب السلوك ذاته. الأمر الذي يشيرإلى حتمية السلوك ، وضبطه بمثيرات قد تقع خارج نطاق إرادة
الفرد.
أمّا التفسيرات المعرفية فتسلم بافتراض ان الكائن البشرى مخلوق عاقل ، له إرادته الحرة التي تمكنه من اتخاذ قرارات واعية يكون راغباً فيها ، وهذه التفسيرات تؤكد على مفاهيم القصد والنيّة والدوافع، لأنّ النشاط العقلي للفرد يزوده بدافعية ذاتيه.
إن ظاهرة حب الاستطلاع هي نوع من الدافعية الذاتية ، يمكن تصورها على شكل قصد يرمي إلى تأمين معلومات حول موضوع أو حادث أو فكرة ، عبر سلوك استكشافي إذ يشعر الفرد بفاعليته وقدرته على الضبط الذاتي ، لدى قيامه بهذا السلوك ، لذلك فإنّه يمكن استغلال الدافع وأثره في التعلم والابتكار والصحة النفسية وبخاصة عند الأطفال لأنهم يستجيبون للأشياء الجديدة والغريبة والغامضة وتتوافر لديهم الرغبة في معرفة المزيد عن انفسهم وبيئتهم ، والمقدرة على البحث والاستكشاف ، وهذه امورٌ ضرورية لتحسين القدرة على التحصيل.
تركز نظرية اتكنسون Atkinson في الدافعية على ارتباط الدافعية بالتحصيل ، وقد أشار إلى أنّ النزعة لإنجاز النجاح هي استعداد دافعى مكتسب ، وحدد ثلاثة متغيرات لها علاقة بالتحصيل، او تحدد قدرة الطالب على التحصيل وهي:
أ. دافع لانجاز النجاح : يشير هذا الدافع إلى إقدام الفرد على أداء مهمة ما بنشاط وحماس كبيرين ، رغبة منه في اكتساب خبرة النجاح الممكن ، غير أنّ لهذا الدافع نتيجة طبيعية في دافع آخر هو دافع تجنب الفشل ، لذلك فإن مستوى الطلبة التحصيلي يرتفع بارتفاع هذا الدافع.
ب – دافع احتمالية النجاح : الطالب الذي يرى في النجاح المدرسي قيمة كبيرة تكون احتمالية نجاحه كبيرة ، لأنّ قيمة النجاح تعزز لديه دافعية التحصيل ، غير انّ صعوبة الهدف أو بعده او انخفاض باعثه تقلل من مستوى هذه الاحتمالية.
جـ – قيمة باعث النجاح : كلما كانت المهمة صعبة وجب أن يكون الباعث اكبر قيمة للحفاظ على مستوى دافعي مرتفع ، فالمهام الصعبة المرتبطة ببواعث قليلة القيمة لا تستثير حماس الفرد من أجل أدائها بدافعية عالية.
3- النظرية الانسانية Humanistic theory
تعنى هذه النظرية بتفسير الدافعية من حيث علاقتها بالشخصية أكثر من علاقتها بدراسات التعلم، وتنسب هذه النظرية إلى العالم ماسلو Maslow ، والذي حدد حاجات الإنسان بسبعة انواع ، صنفها بشكل هرمي ، حيث تقع الحاجات الفسيولوجية في قاعدة التصنيف ، بينما تقع الحاجات الجمالية في قمته وهذه الحاجات هي :
أ- الحاجات الفيزيولوجية : كالطعام ، والشراب ، والأكسجين وإشباع هذه الحاجات يؤدي إلى ظهور حاجات ذات مستوى أعلى.
ب – حاجات الأمن : رغبة الفرد في السلامة والأمن والطمأنينة وفي تجنب القلق والاضطراب والخوف
ج – حاجات الحب والانتماء : تنطوي على الرغبة في إنشاء علاقات وجدانية وعاطفية مع الآخرين ، ويعتقد ماسلو آنَ مساهمة الفرد في الحياة الاجتماعية محددة أو مدفوعة بحاجاته للحب والانتماء والتواد والتعاطف ، وأنّ حالات العصيان او التمرد -وبخاصة عند الشباب – قد تنجم عن عدم إشباع مثل هذه الحاجات.
د – حاجات احترام الذات : رغبة الفرد في تحقيق قيمته الشخصية كفرد متميز ، فالطالب الذي يشعر بالثقة والقوة يكون اقدر على التحصيل من الطالب الذي يلازمه شعور بالعجز او الضعف أو الدونية.
هـ – حاجات تحقيق الذات : الفرد الذي يستطيع أن يحقق ذاته يتمتع بصحة نفسية عالية جدا ، ويقتصر هذا على الراشدين من وجهة نظر ماسلو.
و- حاجات المعرفة والفهم ؛ رغبة مستمرة في الفهم والمعرفة وتتجلى في الأنشطة الاستطلاعية والاستكشافية ، والبحث عن المزيد من المعرفة، وتكون هذه الحاجات عند أفراد أكثر من غيرهم.
ز- الحاجات الجمالية : تتجلى عند بعض الأفراد في الإقبال على النظام والترتيب والاتساق والكمال ، وتجنب الأوضاع القبيحة كالفوضى والنقد الذي يوجه لنظرية ماسلو هو : خلوها من التجريب بالمعنى العلمي الذي يحول دون التحقق من صدقها، ورغم ذلك فلها فائدة في مجال التنشئة والتربية ، فإدراك الآباء والمعلمين والمربين الحقيقة هرمية الدوافع الإنسانية ، وضرورة إشباع الحاجات الدنيا للتمكن من إشباع الدوافع ذات المستوى الأعلى، يبصر هؤلاء بأمور عديدة ينبغي أن تراعى أثناء تنشئة الأطفال وتربيتهم .
4- نظرية التحليل النفسي (Psychonalysis theory)
تعود معظم مفاهيم هذه النظرية إلى فرويد وتختلف هذه النظرية اختلافاً جذرياً عن النظريات الارتباطية والمعرفية والإنسانية ، من حيث المفاهيم المستخدمة وتصورات اتباعها للإنسان وسلوكه وتطور شخصيته ، فهي تستخدم مفاهيم الغريزة واللاشعور والكبت لدى تفسير السلوك السوي ، وغير السوي على حدّ سواء.
يعتقد فرويد أن معظم جوانب السلوك الإنساني مدفوع بحافزين غريزين هما حافز الجنس وحافز العدوان وللطفولة المبكرة كما يرى دور مهم في في المستقبل ويطرح فرويد مفهوم دافع اللاشعورية لتفسير ما يقوم به الفرد من سلوك دون أن يكون قادراً على تحديد أو معرفة الدوافع الكامنة وراء سلوكه هذا ، ويفسر فرويد هذه الظاهرة بمفهوم الكوبت ، وهي آلية نفسية يخزن بها الفرد أفكاره ورغباته في اللاشعور ، ليتجنب ضرورة بحثها على مستوى شعوري ، لأسباب تتعلق بعدم توافر الفرص المناسبة لتحقيقها على هذا المستوى.
وطبقاً لنظرية فرويد ، فإنه يحدث نوع من التفاعل بين خبرات الطفولة المبكرة والرغبات اللاشعورية المكبوتة الناجمة عن حافزي الجنس والعدوان ، إذ يقوم الآباء والراشدون الآخرون بمنع الأطفال من التعبير الحر عن السلوك المحدد بهذين الحافزين ، وقد يعبر الأطفال عن الحاجات والرغبات والدوافع الكبوتة بأشكال سلوكية أخرى.
ثالثا : دافعية التحصيل
يضع الأشخاص أهدافاً مستقبلية لهم ، وتختلف جهودهم التي يكرسونها لتحقيق هذه الأهداف باختلاف الدافعية لديهم ، وقد تناول الباحثون دافعية التحصيل، حيث قام موراي (Muray) بتحديد عدد من الحاجات سمّاها
حاجات عالمية؛ لأن جميع الأفراد في العالم أو معظمهم تتوافر لديهم هذه الحاجات ، بغض النظر عن الجنس والعمر والعرق ، وأقر موراي حاجة الإنجاز من بين هذه الحاجات ، ولقد عرفها بأنها الجهود المبذولة للتغلب على العقبات وإنجاز المهام بالسرعة الممكنة .
تشير دافعية التحصيل إلى حالة عقلية موجودة بين الأفراد بمستويات مختلفة يمكن قياسها والتعرف عليها ، ولكن المشكلة التي واجهت الباحثين هي تطوير أدوات القياس الدافعية ، وقد قام موراي بتطوير اختيار تفهم
الموضوع ، واستخدمه كأداة لدراسة حاجات الفرد وبعض خصائصه الشخصية ، ويتضمن عدداً من الصور ، ويترتب على المفحوص تأليف قصة قصيرة حول الأفراد والموضوعات الموجودة أو الممثلة في هذه الصور ، ويقوم هذا الاختيار على افتراض مفاده أن دافعية الفرد تؤثر في مخيلته ، وفي أساليب إنشاء القصص بحيث يمكن الكشف عن دوافعه بمضمونات القصص التي يؤلفها.
ولقد طوّر ماكليلاند Mcclelland وزملاؤه أنماطاً متنوعة من اختبار تفهم الموضوع لقياس دوافع التحصيل ، فبعض الصور التي تعرض على الطلبة مثلاً تمثل صبيا في أمامية الصورة ، في حين تمثل خلفيتها منظراً ضبابيا لعملية جراحية ، ويعطى الطالب مدة خمس دقائق لكتابة قصة حول موضوع الصورة بحيث يجيب عن الأسئلة الآتية :
1- ما الذي أدّى إلى الحدث المتمثل في الصورة ؟
2 – ما الذي يحدث ؟
3 – ما شعور الأفراد المتمثلين في الصورة ؟
4 – ما النتائج المتوقعة ؟
قد يجيب الطالب ذو المستوى المرتفع من حيث دافعية التحصيل ، بأنّ الصبي يمارس بعض أحلام اليقظة ، حيث يتصور نفسه طبيباً جرّاحاً ، ينقذ حياة النّاس ويحصل على دخل مرتفع ، أما الطالب ذو المستوى المتدني من حيث دافعية التحصيل فيفكر في أُمه المريضة التي تتعرض لعملية جراحية قد تودي بحياتها
على الرغم من صعوبة استخراج نتائج هذه الاختبارات وتحليلها إلاّ أنّها توفر بعض الدلالات على تباين الأفراد من حيث الدافعية التحصيلية.
وقد بين ماكليلاند وجود علاقة قوية بين المستوى المرتفع لدافعية التحصيل وبعض مظاهر السلوك ، فالفرد ذو المستوى المرتفع من حيث الحاجة للتحصيل يسلك مسلكاً يشبه مسلك رجال الاعمال والمقاولين ، حيث يبدو ناجحا في أعماله ، وينحو استخدام مقاييس معينة تزوده بتغذية راجعة مادية ، تمكنه من معرفة مدى نجاحه أو تقدمه في انجاز الأهداف التي وضعها لنفسه، ويتصف بالمبادأة وتحمل المسؤولية والمثابرة ومباشرة الأعمال التي تتحدى قدراته وإمكاناته.
رابعا : تطبيقات تربوية
في ضوء التفسيرات المتنوعة التي تناولت طبيعة الدافعية تمّ استنتاج المبادىء ، والتي تساهم فى إستثارة دافعية الطلبة وتعزيزها، وتؤدي بالتالي إلى تحسين ادائهم التحصيلي ، ومن ذلك ما يأتي :
استثارة اهتمامات الطلبة وتوجيهها : على المعلم ان يستثير انتباه الطلبة ، ويوجههم نحو السبل الكفيلة بانجاز الأهداف المرغوب فيها ، وذلك باستخدام مثيرات او وسائل لفظية وغير لفظية ، تخاطب حواس الطالب المختلفة ، ويكون ذلك عن طريق القصة أو حادثة مثيرة ، أو وصف وضع غير مألوف، او طرح الأسئلة المثيرة للتفكير، بحيث يقلل المعلم ما يشتت الانتباه ، وتجعل الطالب يوجه اهتمامه وحواسه نحو ما يطرحه المعلم ، ولا بدّ في هذه الحالة من ان تكون القصة او النشاط الذي يثيره المعلم على علاقة حميمة بموضوع
الدرس ، ومناسب لخصائص الطلبة بالتحصيل.
2 – استثارة حاجات الطلبة للإنجاز والنجاح : تبين لدى عرض بعض نظريات الدافعية انّ حاجات الفرد للإنجاز والنجاح ، متوافرة لدى جميع الأفراد ولكن بمستويات متباينة ، ومن هنا وجب على المعلم أن
ينوع في الأنشطة ، بحيث يكلف الطلبة ذوي الحاجات المنخفضة للإنجاز والنجاح ، بمهام سهلة ، يضمن نجاحه فيها فيراعي الفروق الفردية ، ويقلل المعلم من النتائج غير المرغوب فيها والمترتبة عن الفشل ، وبهذا يزيد من ثقة الطالب بنفسه ، ويجنبه حالات القلق الناجمة عن الخوف من الفشل ، ويعزز الأنشطة المستقبلية.
3 – تمكين الطلبة من صياغة أهدافهم وتحقيقها : يستطيع المعلم أن يساعد طلبته في صياغة أهدافهم وتحقيقها خاصة إذا كانت هذه الاهداف من النوع قصير المدى ، مثل حفظ مادة دراسية ، وبالتالي فإنّ الطلبة سوف يعتمدون على انفسهم كلما وصلوا إلى مراحل دراسية اعلى، ويتطلب هذا من المعلم أنْ يكون ملماً بخصائص النمو ، والتعلم القبلي والقدرة على التعلم ، ومستوى طموح الطلبة مما يمكنه من تحديد الاستراتيجيات المناسبة لتحقيق الأهداف التي يسعى الطلبة للوصول إليها.
4 – استخدام برامج تعزيز مناسبة : تؤكد النظريات الارتباطية والسلوكية أهمية التعزيز في التعلم ، وللتعزيز اشكال متنوعة منها : التعزيزات المادية ، وإعطاء العلامات المدرسية ، والاشتراك بأنشطة ترويحية ، ولا بدّ للمعلم من الإلمام بطبيعة سلوك الطلبة ، فمنهم الخجول ، ومنهم غير ذلك ، وان يكون التعزيز فوريا ، وبقدر مناسب .
5 – توفير مناخ تعليمي غير مثير للقلق : لا بدّ من إشباع الحاجات الأساسية للطلبة مثل : الأمن والانتماء ، والصداقات، والتقبل واحترام الذات ، وذلك لأنّ عدم إشباع هذه الحاجات يعيق حاجات الطالب ودوافعه إلى الإنجاز والتحصيل على النحو المطلوب ، فلا بُدّ من الابتعاد عن التهديد لأنّه يثير القلق والخوف في نفس الطالب ، ولا بدّ من توفير مناخ تعليمي دافعي مناسب .
وهناك إرشادات يمكن أنْ يتبعها المعلم لإثارة الدافعية :
أ- التشجيع يزيد قدرة الطالب على فهم ذاته ، فيجب أن يكون في الوقت المناسب ليكون ذا آثر فعال ، وآن يمارس مباشرة بعد الاستجابة بحيث يكون واضحاً وملموساً.
ب – هناك نوعان من تأثير المعلم على الطلبة ، مباشر – مثل توجيه الأوامر والانتقاد ، غير مباشر – تقبل شعور الطالب ومدحه، وتشجيعه ، وقبول افكاره واستخدامها ، وحثه على طرح الأسئلة . والنوع الثاني – غير المباشر – هو المطلوب من المعلم لأنّه يحد من اتكالية الطالب ، ويشجعه على المبادأة ، والاعتماد على النفس والإبداع .
جـ – أظهرت دراسة فلاندرز Flanders فائدة التأثير غير المباشرعند استعماله على النحو الاتي :
زيادة التحصيل
كلما زادت نسبة تأثير المعلم غير المباشر يزداد تعلم الطلبة
المعلمون الذين يستخدمون هذا النوع يظهرون قابلية للتغيير والتطوير.
تأثير المعلم المباشر يقلل تعلم الطلبة .
د ـ الصف نظام اجتماعي يتأثر بعوامل متعددة منها : الأخلاق والمعتقدات ، والقيم والجماعة ، والجو الاجتماعي ، والأفراد ، والحاجات .. الخ ، ودور المعلم في هذا النظام هو تغيير السلوك نحو الأفضل ، وإدخال المتعة ، واستخدام معارف الطلبة وظيفيا ، فهم بناة المستقبل .
هـ – من الفرضيات التي اتفق عليها معظم علماء النفس التربويين :
1. السلوك الذي يقابل بتعزيز يكون اكثر احتمالا للتكرار.
2. التكرار لذاته دون مصاحبته بتعزيز يكون محاولة ضعيفة للتعلم
3. حتى يكون التعزيز الإيجابي عاملا مؤثرا في التعلم ينبغي أنْ يتبع السلوك المرغوب مباشرة
4. أفضل أنواع التعزيز هي تلك التي لها قيمة بالنسبة للفرد في الواقع الحياتي ، فترتبط برضى الفرد عن تحقيق ذاته.
و- تنويع النشاط الصفي يساعد في خلق الدافعية لدى الطلبة لتعلم الخبرات الجديدة .
ز – إذا ساد الملل في الصف فلا بدّ انّ يبحث المعلم عن مثيرات جديدة لطرد الملل وإثارة الدافعية.
ح – مساعدة الطالب في التغلب على الصعوبات التي تعترضه، تساعده على التعلم.
ط- فتح قنوات الاتصال بين المعلم والطالب مهمة في إثارة الدافعية ومن ذلك :
1. تقبل مشاعر الطالب وأفكاره .
3. تهيئة المجال له ليعبر عن ذاته
3. تشجيعه على طرح الأسئلة
4. إظهار الاستحسان لأجوبته.
ي – تهيئة الأنشطة المختلفة التي تؤدي إلى تعلم الطالب ونموه وتقدمه وذلك عن طريق :
1. تنظيم التعلم واستثارته وتيسيره .
2. تنظيم التعلم الإبداعي والنشاط الذاتي والاستكشاف والممارسة .
3. توفير الحد الادنى من الجو النفسي اللازم لتعلم الطالب ونموه وتقدمه ، وذلك عن طريق بناء علاقة بينه وبين الطالب تقوم على الانفتاح ، والثقة ، والتعاون ، والاحترام المتبادل .
واخيرا فإن الدراسات تشير إلى اختلاف الأفراد من حيث الدافعية ، وإلى ارتباطها بكثير من أنماط السلوك مثل القدرة على المبادأة ، وتحمل المسؤولية ، والمثابرة .
ويمكن إثارة هذه الدافعية ؛ باستثارة اهتمامات الطلبة وتوجيهها ، وتشجيع حاجاتهم للإنجاز والنجاح، وتدريبهم على وضع الأهداف الخاصة بهم ، واستخدام التعزيز المناسب في الوقت المناسب ، والابتعاد عن
الأجواء التي تثير القلق .
http://al3loom.com/?p=22574
لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0تعليقات