هل لديك عرض قريب؟ هل تشعر بالتوتر؟ إذن إليك خطوات فن الإلقاء الرائع ومهاراته
بعد شهر من الآن لدي إلقاء لمشروع عملت عليه طوال عام كامل، وبناءً على العرض الذي سأقدمه إما ستظهر جهودي التي عملت عليها تلك المدة وإما أن يفشل العرض ويذهب كل ما قمت به بدون فائدة، فما أحتاجه الآن هو تعلم مهارات فن الإلقاء الرائع والتدرب عليها وإتقانها.
ولكن من أين أبدأ؟ وكيف يجب أن أنجز العرض التقديمي وإلقاؤه؟ كيف أقف وكيف أتحرك؟ ماذا عن نبرة صوتي وحدته وطريقة التحدث؟ والأهم كيف سيكون من الممكن أن أتغلب على رهبتي من الإلقاء أمام الآخرين وهذه هي المرة الأولى التي أقف هناك؟ الجواب هنا وسأعتمد على أسرار فن الإلقاء التالية.
1 – التحضير والكتابة أهم خطوات إتقان فن الإلقاء
حتى تتمكن من إتقان فن الإلقاء الرائع لا بد من أن يكون ما ستلقيه متقن، أي بنية الموضوع والفقرات التي ستتحدث عنها لا بد من أن تكون مبنية وموزونة وجذابة، هذا لن يؤثر فقط في الحضور ولكنه سيجعلك أكثر ثقة من نفسك ومن عرضك، والأمر يعتمد على الأمور الـ 3 التالية:
1 – مقدمة جذابة ومتقنة لبداية قوية
البداية القوية دائمًا ما تعني عرض قوي، فهي ما سيجذب انتباه الجمهور إليك وما سيجعلهم متشوقين لسماعك، أما المقدمة الضعيفة فتعني عرض ضعيف حتى ولو كان صلب الموضوع قيم ومهم، لذا عليك إتقانها بشكل تام حتى تحصل على أقصى درجات التأثير في الجمهور أما عن الطريقة فإليك أهم النماذج على ذلك:
سرد قصة قصيرة تمهد الطريق لموضوعك تحاكي عقل الحضور وقلبهم في الوقت ذاته.
الاستعانة بشواهد أو نتائج إحصاء غريب (بشرط أن يكون هذا الإحصاء جديد) بحيث تجذب انتباه الجمهور.
صورة غريبة تتحدث عنها على أن تكون هذه الصورة تنتمي إلى موضوع العرض وتنتقل من خلالها إليه.
توجيه سؤال للجمهور وآخذ مجموعة من الإجابات منهم وإما أن يكون الجواب هو العرض أو أن يكون الجواب نتيجة لمتابعة العرض.
2 – صلب الموضوع والجزء الأهم فيه
بعد الانتقال من المقدمة إلى صلب الموضوع لابد من أن يكون بنفس المستوى الذي مهدت له المقدمة حتى تبقي على انتباه الحضور، وأهم القواعد التي تضمن ذلك:
التحدث في موضوع رئيسي واحد مع تجنب التفرع لأكثر من موضوع والضياع بينها.
يتذكر الشخص بشكل عام 3 إلى 7 مواضيع وفقرات ضمنية لذا حاول أن تكون كافية لموضوعك.
حضر أكثر مما تحتاج حتى تكون مستعد للإجابة عن الأسئلة التي قد يتم طرحها عليك.
تجنب الحديث في مواضيع غير متقن لها حتى لا تحرج نفسك فكل شخص يكون في قمة الثقة عند التحدث حول أمر يعرفه تمامًا ولكن تنخفض ثقته عند التحدث بموضوع غريب.
استخدم الشواهد وقصص شخصية وعامة واجعل العرض واضح وغني وبسيط في الوقت عينه.
3 – الخاتمة وإنهاء الموضوع الذي تتكلم به
لا بد من أن تكون الخاتمة تليق بعرضك وأن تكون إعلان لنهايته فالأشخاص عادة يحفظون البدايات والنهايات أكثر بكثير من حفظ الوسط والتركيز فيه لذا لا بد من استغلال هذه النقطة لصالح بحيث يتم تذكر عرضك على أنه الأفضل من خلال:
لا بد من ترك أثر في نفس الحضور.
يجب تلخيص ما جاء في العرض بشكل بسيط وسريع.
يجب أن تكون الخاتمة قصيرة بحيث لا تسبب الملل فالجمهور على استعداد للمغادرة بعدها.
محضرة بشكل جيد بحيث تكون متقنة واضحة بسيطة وأن تكون أنت متمكن منها.
لا تضيف في الخاتمة أي معلومات جديدة إضافية عما تم عرضه خلال صلب الموضوع.
2 – معرفة جمهورك لـ فن الإلقاء الرائع
في الحقيقة إن معرفة ودراسة جمهورك من أهم الأمور والتي يجب القيام بها قبل التحضير للعرض أي هي الخطوة الأولى وعليك القيام بها حتى تتمكن من تجهيز بنية عرضك على أساس هذه المعلومات بحيث يكون مناسب للجمهور يحاكي اهتمامهم ويزيد من انجذابهم، وأيضًا هذا يعتمد على الأمور الـ 3 التالية:
1 – عمر وجنس الجمهور
يمكن من خلال تحديد هذه المعلومات عن الجمهور فهم طريقة تفكيرهم ولغة المخاطبة التي سيتم اعتمادها، وجوانب الموضوع التي تهمهم والتي تختلف على سبيل المثال من مجموعة في العشرينيات من العمر وبين مجموعة في الأربعينيات.
2 – المستوى التعليمي
إلى جانب العمر والجنس لا بد من فهم طبيعة ومجال عمل الحضور والأهم مستواهم التعليمي حتى تتمكن من تحديد مستوى العرض ومدى وضوحه وشرحه للتفاصيل أو مدى تخطي ذلك، فعرض لجمهور من مستوى تعليمي عالي مختلف تمامًا عن مستوى تعليمي متوسط.
3 – الخلفية المعرفية عن الموضوع
ليس فقط المستوى التعليمي بل أيضًا الخلفية المعرفية حول هذا الموضوع موضع العرض وكم يمتلكون من المعرفة فيه حتى تعرف كيف تحيط بجوانبه وهل عرضك هو أول عرض أمامهم عن هذا الموضوع أم عليك البحث عن الأشياء الجديدة حتى تثري موضوعك بحيث بتفوق ويضيف إلى معلوماتهم.
3 – الإعداد الجيد لمهارات أفضل في فن الإلقاء الرائع
الإعداد الجيد لطريقة عرضك للمشروع الذي عملت عليه ولما قمت بتحضيره من مقدمة ونص وخاتمة، ذلك يعني أنه عليك أن تجرب تمامًا وأن ترسم صورة واضحة لعرضك ولا تترك الأمور للصدفة أو الابتكار في ذلك الوقت فقط، بل منذ الآن تأكد من متابعة الأمور الـ 4 التالية:
1 – الوقت المحدد وتقسيمه
يجب معرفة الوقت المحدد لعرضك حتى تتمكن من تقديمه على أتم وجه بدون أن تكون في سباق مع الزمن وبدون أن تكون مضطر لاختصار الكثير منه أو بقاء فترة طويلة بعد انتهاء العرض.
في أغلب الأحيان يتم تقسيم الوقت: 20% – 25% للمقدمة والخاتمة يتم تخصيص الوقت المناسب لكل منها، أما عن الـ 80% – 75% المتبقية من الوقت فهي لصلب العرض، كما يمكنك تخصيص جزء قليل منها لأسئلة الجمهور.
2 – الانتقال من المقدمة إلى المحتوى إلى الخاتمة
هذه النقلات هي المفاصل التي يقوم عليها العرض، فلا بد من أن تكون واضحة ومنسقة بحيث تضمن إعادة جذب انتباه الجمهور والمحافظة على تركيزهم من المقدمة إلى محتوى النص وصولًا إلى الخاتمة.
3 – التخطيط للانتقال من فكرة لفكرة
بعد المحافظة على انتباه الجمهور خلال الانتقال من المقدمة إلى المحتوى لا بد من التأثير بهم وشدهم عند الانتقال من فكرة إلى أخرى خلال الصلب، فيمكنك ترقيم الأفكار أو التنبيه إلى انتهاء الفكرة والانتقال إلى أخرى ولكن بطريقة مدروسة.
4 – التدرب على الإلقاء عدة مرات
لا يجب أن يكون عرضك النهائي هو المرة الأولى التي تلقي بها هذا العرض، فالتدرب عليه من أساسيات فن الإلقاء الرائع فالجمهور يمكن له أن يلاحظ إن كنت بالفعل قد حضرت العرض أم لا، والأهم أن أدائك مع التدريب سيكون أفضل بكثير.
4 – أسرار ومهارات فن الإلقاء الرائع
دائمًا ما يوجد أسرار ومفاتيح تجعل من المهمات الصعبة أسهل وتجعل منك في حال تعلمها شخص أفضل فيما يخصها، فمن خلال الأسرار الـ 8 التالية ومن خلال التدرب عليها بشكل مكثف سوف تتحسن مهاراتك في الإلقاء بشكل لا يوصف، كما لو كنت خبير في ذلك.
1 – التدرب على مهارات الإلقاء أمام المرآة
من خلال إلقاء عرضك ولكن هذه المرة أمام المرآة يمكنك تحديد نقاط ضعفك وستتمكن من معرفة المواضع التي لم تكن متمكن منها والمواضع التي تحتاج منك المزيد من التركيز.
2 – صور نفسك بالكاميرا وأنت تتدرب
قد لا تقدم لك المرآة الصورة الكاملة وخاصة إن كان عليك الاستماع إلى صوتك والتنبه إلى نبرتك في هذه الحالة يمكنك وضع كاميرا أمامك وتسجيل تجربة لعرضك ومن ثم مشاهدتها والتدرب عليها.
3 – حدة الصوت وارتفاعه والنبرة المستخدمة
على صوتك أن يكون واضح تمامًا، ولكن من الضروري التنويع في نبرة الصوت كأن تكون هادئة في مواضع القصص وفي الأجزاء التي تحاكي مشاعر الحضور، بينما يجب أن يكون مرتفع في مواضع الأفكار الرئيسية والهامة والخلاصات.
4 – سرعة التحدث بطيئة أم سريعة
يجب أن تكون سرعة تحدثك معتدلة، وخاصة في حال كنت من الأشخاص الذين يتحدثون بسرعة عند التوتر، في مثل هذه الحالة لا بد من بذل المزيد من الجهد والتدرب على التحكم بسرعة التحدث والإلقاء.
5 – فن الإلقاء الرائع يعتمد على الوقفات
الوقفات بين الجمل والفقرات تعتبر أهم ما يعتدل عليه فن الإلقاء الرائع ولكن الوقوف في مواضع غير مناسبة مثلًا في وسط جملة يجب أن توصل فكرة واحدة يعتبر خطأ، كما أن مدة الوقف يجب ألا تزيد حتى لا يختل توازن العرض.
6 – تجنب اللزمات اللفظية بكثيرة
تمامًا – تمام – بالضبط – صحيح – مثلًا – بالمناسبة – هذا يعني – إذن … وغيره من اللزمات اللفظية التي غالبًا ما يتم تكرارها إما بسبب التعود على ذلك أو كنوع من ردود الفعل عند الشعور بالتوتر، ولكن هذه اللزمات عندما يتم تكرار واحدة منها كثيرًا سوف تفقد العرض الكثير من الإتقان وسوف تجعلك تبدو شخص غير واثق من عرضه وغير محضره له.
لذا يوجد حلين الأول هو الانتباه إلى الأمر والتنبه به وتجنب مثل هذه اللزمات، والثاني التخفيف منها والاعتماد على عدد منها وليس على لازمة واحدة فقط.
7 – المسح والتواصل البصري
من أهم الأشياء التي لا بد من أن يقوم بها المحاضر هو المسح والتواصل البصري مع الجمهور، فإياك والنظر إلى الأرض مثلًا أو النافذة أو الباب أو السقف، لا بد من النظر إلى أعين الحاضرين وتغطية أكبر عدد ممكن منهم بنظرك، هكذا ستحافظ على انتباههم وسيكون تأثيرك عليهم أكبر، بالإضافة إلى أنك ستبدو شخص واثق جدًا من نفسه.
إن كنت تشعر بالتوتر عند النظر إلى أعين الآخرين يمكنك استبدال النظر في الأعين مباشرة والاعتماد على النظر إلى الرأس والشعر هكذا لن يتمكن الحاضرين من ملاحظة الفرق ولكنك ستحصل على النتيجة الأفضل.
8 – استخدام لغة الجسد بشكل إيجابي
في أي عرض تقديمي أو في أي محاضرة يتأثر الحضور بما يلي وبالنسب التالية: 55% من التأثير يكون بسبب لغة الجسد والتواصل البصري – 35% يكون بسبب نبرة الصوت وحدته تنوعه بين مواضع الارتفاع ومواضع الهدوء – 10% بسبب النص والمحتوى والمعلومات التي تقدمها وطبيعة عرضها.
بالتالي تكون لغة الجسد هي صاحبة التأثير الأكبر، لذا لا بد من إتقانها من خلال: شد الظهر وتجنب الانحناء إلى الأمام – تجنب وضع الأيدي خلف الظهر طوال العرض لأنها تدل على المراقبة وفرض السيطرة – تجنب وضع الأيدي في الجيوب لأنها تدل أيضًا على السيطرة – تجنب وضع الأيدي أمامك بشكل متصالب لأنها تدل على الضعف، وعليك تحريك يديك بأريحية وخفة وأن تتحرك بشكل هادئ حتى لا تسبب التوتر للحاضرين.
5 – تجنب الخوف والتحلي بالثقة خلال الإلقاء
وصلنا إلى الجزء الأخير من قواعد فن الإلقاء الرائع ولعله الجزء الذي يتطلع إليه الجميع، فالأمور الـ 5 التالية سوف تضمن التغلب على أي خوف قد تشعر به وستتمكن من التحلي بما يكفي من الثقة ليكون عرضك هو الأفضل.
1 – عدم التركيز على نظرة الجمهور إليك
إن سبب الخوف الأساسي خلال أي عرض هو الخوف من رد فعل الجمهور اتجاه العرض والقلق حول نظرتهم إليك وحكمهم بأن عرضك لم يكن ناجح أبدًا، ولكن هذا الأمر إن سيطر عليك لن يكون العرض بالجودة التي أنت بالفعل تملكها.
لذا عليك التدرب على تجاهل خوفك من نظرة الآخرين إليك، فحتى ولو نظر البعض إلى العرض على أنه فاشل ستكون نظرة الآخرين له هي نظرة تقدير، فتأكد من أن آراء الناس مختلفة ونحن لسنا مطالبين بإرضائها كلها.
2 – إتقان وحفظ المقدمة بشكل جيد جدًا
لأن المقدمة هي المدخل إلى عرضك فإتقانك لها سيمكنك من دخول قوي إلى عرضك سوف ينسيك كل المخاوف التي تسبب لك القلق والتوتر ولو كنت غير متقن للمقدمة ولو تم ارتكاب الأخطاء فيها ستشعر بالتوتر.
لذا أول ما عليك تحضيره هو المقدمة وأكثر ما عليك التدرب على إلقائه هي، حتى تشكل فرق كبير إيجابي.
3 – التدريب على ترتيب الفقرات لتجنب التوتر
عندما قمت بتحضير الفقرات تم بنائها على أساس تسلسلي منطقي، ولكن عرضها يجب أن يتم بهذا الترتيب نفسه بينما في حال لم تكن متدرب على هذا الترتيب سوف تخلط بينها وقد تبدأ بفقرة يشترط شرح فقرة قبلها ليتم فهمها.
لذا وبعد إتقان المقدمة لا بد من إتقان ترتيب شرائح العرض التقديمي ويمكنك لمساعدة نفسك على ذلك أن تضع عنوان أو صورة في العرض تذكرك بموضوع الفكرة.
4 – تعلم كيف تواجه نسيان فكرة أو نقطة ما
ماذا لو حصل معك ما تم ذكره في الفقرة السابقة؟ ماذا لو نسيت فكرة ما أو نقطة ما؟ كيف ستواجه الأمر حتى تتمكن من إعادة الأفكار إلى مكانها واستعادة السيطرة على العرض؟
الأمر بسيط حاول أن تتمالك أعصابك ولا تستسلم، أمامك خيارين: الأول توجيه سؤال للجمهور ومناقشة بعض الإجابات ومن ثم العودة للعرض من الموضع الصحيح، والأمر الثاني هو مراجعة فكرة سابقة والتحدث عنها لبضع ثوان ريثما تستعيد تركيزك.
5 – التدرب على الإلقاء في نفس مكان الإلقاء
من أهم مهارات و فن الإلقاء الرائع كانت: لغة الجسد والتحرك على المنصة – الصوت وحدته وارتفاعه – بالإضافة إلى العرض التقديمي الذي يعتمد على الإضاءة، ولكن هذه الأمور تحديدًا هي الأمور التي كما تعتمد عليك هي تعتمد على مكان العرض.
فبعض القاعات كبيرة ويوجد صدى صوت عالي عليك التعامل معه، بعض القاعات لديها منصة صغيرة وضيقة يجب أن تحيط علم بمجال الحركة عليها حتى لا تقع، وبالتالي لا بد من التدرب على العرض في المكان الذي سيقام به لذا جرب حجزها مدة ساعة قبل العرض أو قبل يوم من العرض وتدرب هناك.
6 – مواجهة نقاش ونقد الجمهور بأريحية
أسئلة – نقاش – نقد – أو حتى نقد حاد، لا بد من التحضر لمثل هذه الأشياء ومواجهتها بأريحية، فعرضك جيد لأنك بذلت أقصى طاقتك، ولكن في الوقت نفسه ليس عليك إرضاء الجميع.
ومن خلال التحضر لمثل هذه الأشياء سيكون بإمكانك مواجهتها ومناقشتها وحتى التغلب عليها بطريقة لبقة ومتزنة وأنيقة.
في الحقيقة أشعر بالرحة من توفر مدة شهر لديّ منذ الآن وحتى يوم العرض، أي هناك مدة كافية يمكنني من خلالها التخطيط الصحيح للعرض وإعادة ترتيب الأفكار ومن ثم التدرب ثم التدرب بحيث لا يكون هناك أي أخطاء وبدون توتر وحتى يظهر كم عملت على هذا المشروع بجد وكم قضيت من وقت في ذلك.
https://www.magltk.com/presentation-skills/
مواضيع ذات صلة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0تعليقات