ولو بكلمة أو صورة.. المقاومة الفلسطينية ممنوعة على فيسبوك
ويستغرب أبو شقرة أن تحذف فيسبوك صورا وأخبارا نشرها قبل سنوات عدة، أو أن تقوم شركة التواصل الاجتماعي الأميركية بمنع نشرها لمجرد أنها تتحدث عن الشعب الفلسطيني، معتبرا أن الفلسطينيين يقمعهم الاحتلال الإسرائيلي في الواقع المعيش وفيسبوك في واقعهم الافتراضي الذي يعبرون فيه عن أنفسهم بحرية.
ضعف فلسطيني رسمي
لم يحاول هشام التواصل مع إدارة فيسبوك متخوفا من أن يصل منع النشر إلى إغلاق صفحته الخاصة باعتباره مصورا صحفيا، وحتى إلى عدم فتح حساب باسمه مرة أخرى لأنه سيتعرض للمطاردة، لأن كلمة "تحريض" التي تتذرع بها فيسبوك فضفاضة لأي إجراء عقابي.
ويقول أبو شقرة للجزيرة نت إنه سيستمر في عمله حتى لو تطلب الأمر العودة للوسائل البدائية في العمل الصحفي، معتبرا أن المسؤولين الفلسطينيين غير مكترثين بالأمر، بينما المسؤولون الإسرائيليون يسخّرون كل قدراتهم للتواصل مع إدارة فيسبوك للتحريض على الفلسطينيين.
ويرى كثير من الناشطين الفلسطينيين عبر صفحات التواصل الاجتماعي أن ما وصفوها بالهجمة من فيسبوك على المحتوى الفلسطيني لم تقتصر على الأفراد وإنما امتدت إلى صفحات كبيرة.
فصفحة موقع "إضاءات" المتنوع في محتواه من سياسة وأدب وفن وفلسفة وتاريخ وغيرها الذي يستهدف الشباب العرب بين 20 و35 عاما تعرض لإغلاق صفحته على فيسبوك المنشأة عام 2015، وذلك بعد وصول خمسة تنبيهات متتالية في 19 أيلول/سبتمبر الماضي بشأن وجود اسمي يحيى عياش وحسن سلامة (قياديان في حركة حماس)، وأن المحتوى يخالف معايير فيسبوك.
لا رد من فيسبوك
يقول مدير التحرير والتسويق في موقع "إضاءات" محمد عثمان للجزيرة نت إن الصفحة على فيسبوك تتبع موقعا إلكترونيا غير متخصص في الشأن الفلسطيني، وخلال عشر دقائق فقط وصلت هذه التنبيهات، وبعدها بنصف ساعة أغلقت الصفحة.
وتم التواصل مع إدارة فيسبوك مباشرة، فردت بأن "الفريق المختص سيرد"، ولكن لم يرد أي رد رسمي حتى الآن -موعد إجراء التقرير- من فيسبوك سوى مبرر آخر هو أن "المحتوى يدعم الإرهاب ويحض على الكراهية".
ويعتبر عثمان أن سبب الإغلاق واضح لأي شخص أو صفحة تغطي أي شيء عن القضية الفلسطينية حتى لو لم تكن متخصصة في ذلك.
ويرى إياد الرفاعي مدير مركز "صدى سوشال" المتخصص بمتابعة الانتهاكات على مواقع التواصل الاجتماعي أن الهجمة من إدارة فيسبوك ليست اتهاما وإنما هي حقائق من خلال البيانات، فمنذ اندلاع هبة القدس عام 2015 يهاجَم المحتوى الفلسطيني بشكل كبير بناء على طلبات رسمية من حكومة الاحتلال التي أفرزت مسؤولين للحديث مع إدارة فيسبوك، وسط نضال فلسطيني لمحاولة استعادة ما تم حذفه.
ويقول الرفاعي للجزيرة نت إن الغريب في هذه الهجمة استهداف المنشورات التي نشرت منذ سنوات وكأن العقاب أصبح بأثر رجعي، مشيرا إلى أن فيسبوك عدلت الخوارزميات الخاصة به لتوقف منشورات لمجرد ذكرها بعض الكلمات أو الصور دون حتى التدقيق في محتوى النص الكامل.
كلمات ممنوعة
ويبدو أن التركيز على عديد الكلمات والصور المتعلقة بالشهداء والمقاومة والجرحى والأسرى وصل لأي كلمة أو صورة تتعلق بالفصائل الفلسطينية، خاصة حماس والجهاد الإسلامي.
ورصد مركز "صدى سوشال" العشرات من الكلمات التي يعتبرها فيسبوك تحريضية، وتم تسجيل أكثر من 130 إيقافا لصفحات شخصية وعامة خلال أيلول/سبتمبر 2019 لمجرد ورود هذه الكلمات فيها رغم أن النشطاء استخدموا طرقا لحل المشكلة إلا أنها فشلت، كاستخدام "ش ه ي د" بدلا من كلمة "شهيد".
ويتابع الناشطون الفلسطينيون بشكل دوري مع إدارة فيسبوك، وتم إرسال رسائل شديدة اللهجة بأن ما يحدث هو قمع للمحتوى الفلسطيني دفع الناشطين إلى تدشين وسومات عدة على فيسبوك للتغريد دعما للمحتوى الفلسطيني وضد إجراءات شركة فيسبوك.
ويقول ناشطون إنه تم التجاوب من فيسبوك، والتي طالبت بإرسال الحسابات أو الصفحات التي أغلقت، وأن الفريق التقني سيجتمع ويتعرف على الأسباب وتبيانها، ولكن دون رد رسمي.
ويرى الناشطون الفلسطينيون أن الحظر لا يتم على صفحات إسرائيلية رغم أن فيها محتوى يحض على العنف والكراهية وحتى القتل بشكل واضح وصريح، ولكن ردود الفعل عليها خجولة لا ترقى لمستوى ما يتم من إدارة الفيسبوك تجاه المحتوى الفلسطيني.
في اتصالاتنا المختلفة مع النشطاء نقلنا ما كانت ترد به إدارة فيسبوك على اتهامات الفلسطينيين بأنه من الممكن أن يتم الإيقاف عن طريق الخطأ، نافية وجود هذه السياسات، ولكن دون إنهاء وحسم المشكلة.
ونظمت إدارة شركة فيسبوك ورشات عدة من أجل محاولة تطويع سياسياتها لخدمة المستخدمين وحل مشاكلهم بغض النظر عن أعراقهم وتوجهاتهم، إلا أن المشكلة مع المحتوى الفلسطيني ما زالت قائمة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0تعليقات