أسباب حبس ومنع نزول المطر
تأخّرُ نزولِ المطر في هذه الأيّام، هو حديث كثيرٍ من النّاس، في الأماكن والقرى الّتي تعتمد على الأمطار، يشكون قلّة الماء بعد أن كانت الأودية والعيون نابضة بالماء، ويشكون جدب الأرض بعد أن كانت الأرض مخضرة، يشكون ذلك، وحُقّ لهم أن يشكوا؛ فإنّ الماء من أعظم نعم الله تعالى، وهو أساس الحياة، كما قال عزّ وجلّ: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَي أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}.
أَمَا وقد حُبس قَطْرُ هذا الموسم عن العباد فإنّ الأمر خطير، وما ينتج عنه شديد، وما هو إلّا من إنذار الرّبّ للعباد؛ فإنّه سبحانه يُخوِّفَهم بآياته {وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}.. نسأل الله السلامة والعافية.
ولنا أن نتساءل: ما سبب تأخّر نزول الأمطار؟ ما سبب القحطِ وجدبِ الأرض؟ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقبلَ علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: “يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتُم بهنّ وأعوذ بالله أن تدركوهنّ، لم تظهر الفاحشة في قومٍ قطّ حتّى يُعلِنوا بها إلّا فشا فيهم الطّاعون والأوجاع الّتي لم تكن مضت في أسلافهم الّذين مضوا، ولم يَنْقصوا المكيال والميزان إلّا أُخِذوا بالسّنين وشدّة المئونة وجور السّلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلّا مُنعوا القطر من السّماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلّا سلّط الله عليهم عدوّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيّروا ممّا أنزل الله إلّا جعل الله بأسهم بينهم”.
وقد جاء في هذا الحديث أمران بهما يمنع القطر من السّماء ويحصل الجدب والقحط في الأرض: فالأوّل: لم ينقصوا المكيال والميزان إلّا أُخِذوا بالسِّنين (أحد أنواع البلاء والعذاب)، والثاني “ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلّا مُنِعوا القطر من السّماء”.
ليس سبب تأخّر الأمطار هو مجرّد رياحٍ تأتي من الشّمال أو الجنوب أو تغيّرٍ في الأحوال المناخية، بل السّبب الحقيقي لتأخّر الأمطار هو هذه الأسباب الّتي ذكرها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وإذا ما أقلع النّاس عن هذه الأمور واستغفروا الله بقلوب صادقة، كانوا على رجاء الرّحمة ونزول الغيث كما قال سبحانه وتعالى على لسان نوح عليه السّلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا * مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}.
إنّ حبس القطر، وغور المياه، وجدب الأرض، وقلّة الثمر، وفساد الزّرع، وهُزَال الماشية إذا أصاب قومًا فإنّه يكون ابتلاء للمؤمنين الطّائعين، وإنذارًا للعُصاة المسرفين، والعقوبة إذا كتبت على قوم أصابتهم جميعًا {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ}، فإنّ حكمةَ الله تعالى قضت في خلقه أن يبتليهم امتحانًا لهم أو عقابًا.
أمّا العلاج والوقاية فإنّه يحصل بعدّة أمور، فيجب على المسلمين أن يجتهدوا في رفع هذا البلاء إذا ما حلّ بهم، وذلك بـ:
التّوبة والاستغفار وترك الذّنوب والمعاصي، إذعانًا بالعجز والفقر، واعترافًا إلى الله بالتّقصير والخلل، منكسرين له سبحانه وتعالى، مبتهلين إليه، راغبين فيما عنده عزّ وجلّ. فإذا تمّ لهم كلّ ذلك فتح الله لهم أبواب رحمته، قال سبحانه وتعالى على لسان أنبيائه ورسله: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}. ولا يكفي الاستغفار بالقول، بل لا بدّ من العزم على عدم العود، وردّ الحقوق والمظالم، لأنّها من أسباب حلول النِّقم، وقحط المطر، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
اتّباع هديّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في رفع هذا البلاء بالاستسقاء، وهو طلب الغوث من الله تعالى، ويحصل إمّا بصلاة مخصوصة كهيئة صلاة العيد، أو بالدّعاء في خطبة الجمعة. فقد صحّ عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قُحُوطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ، فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَبَّرَ صلّى الله عليه وسلّم، وَحَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ: “إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ”.
ثُمَّ قال: “الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ”. ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ، أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ”، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزَلَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللهُ سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللهِ، فَلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنِّ ضَحِكَ صلّى الله عليه وسلّم، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فقال: “أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ”.
hamichemail@gmail.com
مصدر الموضوع
لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أَمَا وقد حُبس قَطْرُ هذا الموسم عن العباد فإنّ الأمر خطير، وما ينتج عنه شديد، وما هو إلّا من إنذار الرّبّ للعباد؛ فإنّه سبحانه يُخوِّفَهم بآياته {وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}.. نسأل الله السلامة والعافية.
ولنا أن نتساءل: ما سبب تأخّر نزول الأمطار؟ ما سبب القحطِ وجدبِ الأرض؟ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقبلَ علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: “يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتُم بهنّ وأعوذ بالله أن تدركوهنّ، لم تظهر الفاحشة في قومٍ قطّ حتّى يُعلِنوا بها إلّا فشا فيهم الطّاعون والأوجاع الّتي لم تكن مضت في أسلافهم الّذين مضوا، ولم يَنْقصوا المكيال والميزان إلّا أُخِذوا بالسّنين وشدّة المئونة وجور السّلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلّا مُنعوا القطر من السّماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلّا سلّط الله عليهم عدوّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيّروا ممّا أنزل الله إلّا جعل الله بأسهم بينهم”.
وقد جاء في هذا الحديث أمران بهما يمنع القطر من السّماء ويحصل الجدب والقحط في الأرض: فالأوّل: لم ينقصوا المكيال والميزان إلّا أُخِذوا بالسِّنين (أحد أنواع البلاء والعذاب)، والثاني “ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلّا مُنِعوا القطر من السّماء”.
ليس سبب تأخّر الأمطار هو مجرّد رياحٍ تأتي من الشّمال أو الجنوب أو تغيّرٍ في الأحوال المناخية، بل السّبب الحقيقي لتأخّر الأمطار هو هذه الأسباب الّتي ذكرها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وإذا ما أقلع النّاس عن هذه الأمور واستغفروا الله بقلوب صادقة، كانوا على رجاء الرّحمة ونزول الغيث كما قال سبحانه وتعالى على لسان نوح عليه السّلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا * مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}.
إنّ حبس القطر، وغور المياه، وجدب الأرض، وقلّة الثمر، وفساد الزّرع، وهُزَال الماشية إذا أصاب قومًا فإنّه يكون ابتلاء للمؤمنين الطّائعين، وإنذارًا للعُصاة المسرفين، والعقوبة إذا كتبت على قوم أصابتهم جميعًا {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ}، فإنّ حكمةَ الله تعالى قضت في خلقه أن يبتليهم امتحانًا لهم أو عقابًا.
أمّا العلاج والوقاية فإنّه يحصل بعدّة أمور، فيجب على المسلمين أن يجتهدوا في رفع هذا البلاء إذا ما حلّ بهم، وذلك بـ:
التّوبة والاستغفار وترك الذّنوب والمعاصي، إذعانًا بالعجز والفقر، واعترافًا إلى الله بالتّقصير والخلل، منكسرين له سبحانه وتعالى، مبتهلين إليه، راغبين فيما عنده عزّ وجلّ. فإذا تمّ لهم كلّ ذلك فتح الله لهم أبواب رحمته، قال سبحانه وتعالى على لسان أنبيائه ورسله: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}. ولا يكفي الاستغفار بالقول، بل لا بدّ من العزم على عدم العود، وردّ الحقوق والمظالم، لأنّها من أسباب حلول النِّقم، وقحط المطر، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
اتّباع هديّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في رفع هذا البلاء بالاستسقاء، وهو طلب الغوث من الله تعالى، ويحصل إمّا بصلاة مخصوصة كهيئة صلاة العيد، أو بالدّعاء في خطبة الجمعة. فقد صحّ عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قُحُوطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ، فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَبَّرَ صلّى الله عليه وسلّم، وَحَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ: “إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ”.
ثُمَّ قال: “الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ”. ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ، أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ”، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزَلَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللهُ سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللهِ، فَلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنِّ ضَحِكَ صلّى الله عليه وسلّم، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فقال: “أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ”.
hamichemail@gmail.com
مصدر الموضوع
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0تعليقات