خطبة عيد الفطر ( 13/5/2021 ) – مسجد الدويش – د. علي الجبر
خطبة عيد الفطر ( 13/5/2021 ) – مسجد الدويش – د. علي الجبر
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ
الحمدُ للهِ الذي بنعمتهِ تتمُ الصالحاتُ، واللهُ أكبرُ على إكمالِ عِدةِ أيامٍ معدوداتٍ. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ مبدعُ الكائناتِ. وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولهُ المؤيدُ بالبيناتِ، صلى اللهُ وسلمَ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ أهلِ المكرُماتِ. أما بعدُ:
فاللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا، ولله الحمدُ على ما أعطيتَنا.
مؤمنونَ – بحمدِ ربِنا- برغمِ المُضَلِّلات، آمنونَ – بحمدِ ربِنا- برغمِ المُفَرِقاتِ، مُعافَونَ – بحمدِ ربِنا - برغمِ الفيروساتِ: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى}.
رمضانُ التباعُدِ خيرٌ رمضانُ الحَجْرِ، وتراويحُ الدقائقِ القلائلِ خيرٌ من صلاةِ المنازلِ، ودراسةٌ عن بُعْدٍ خيرٌ من إيقافٍ وتعليقٍ وصحة وعافية خير من النوم بارقى مشفى : {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}[البقرة216]
وتذكروا أن اللهَ الحافظَ بقدرتِهِ دفعَ عنا خلالَ عامٍ شرورًا كثيرةً حتى يومنا هذا ، ولعلَ ربَنا دفَعَها بفضلِهِ، ثم بقنوتِ المسلمينَ ودعواتِهِم وبرحمتِهِمْ لضعفائِهِم: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}[الأحزاب25]
تذكروا عباد الله اننا ودعنا خلال الايام الماضية كثيرا من الاهل والاحبة والاصدقاء نتيجة ذلك الفيروس اللعين فنسال الله لهم الرحمة ونسأل الله لنا العافية وان يعفي الامة من الوباء ويحل الصحة والعافية .
أيها المسلمون: بالأمس استقبلنا شهرنا الفضيل، واليوم نودعه سائلين الله عز وجل أن يتقبل منا ما أودعنا فيه من عمل، وهذا حال الدنيا، أيامٌ قلائل وما أسرع انقضاءها، لكن يبقى للإنسان ما قدَّمه من خيرٍ أو شر، فيا من صُمتم وقُمتم، وتَلَوْتُمْ وتصدَّقتم، بُشراكم رحمةٌ ورضوان، وعتقٌ وغفران، فربُّكم رحيمٌ كريم، جوادٌ عظيم، لا يُضيع أجرَ من أحسنَ عملًا، فأحسنوا به الظن، واحمدوه على ما وفَّق وأعان، وعلى بلوغ الختام، وسَلُوه القبول، فهو سبحانه أكرمُ مسؤول.
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ
أيُها المتعيدونَ المُبتهجونَ: يا لَجمالِ صباحِ يومِنا، فقد صلَى العالَمُ العيدَ عامَهم المُنصرمَ ببيوتِهِم. والآنَ بحمدِ اللهِ عُدْنا. ويا لَهيبةِ منظرِ تلكَ الحشودِ الخارجةِ لصلاةِ العيدِ، حين ازدحمَتْ بهمُ الشوارعُ، وامتلأتْ بهمُ الجوامعُ. فماذا أرادَ هؤلاءِ؟! أرادُوا ذِكرًا وشُكرًا: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} فاللهم أوزِعْنا شكرَ نعمِكَ الظاهرةِ والباطنةِ، وألِّفْ بين قلوبِنا.
أما بعد أيها المسلمون
بالأمس أيها المؤمنون استقبلنا شهر رمضان بشوق وامتنان ، واليوم يفرح المؤمنون بعيد الفطر المبارك ،فالحمد لله على تمام الشهر وكمال الفضل ، الحمد لله الذي أتم علينا نعمة الصيام والقيام .., وها نحن في يوم عيد الفطر المبارك ، والناس قد تجملوا فيه بأحسن الثياب ، وظهروا فيه بأبهى الصور ، وأجمل المظاهر ، فينبغي لنا أن نهمس في أنفسنا همسة صدق ونسألها، هل نحن نجمل أرواحنا كما جملنا ملابسنا ؟ ، هل نحن جملنا قلوبنا كما جملنا ثيابنا ؟، هل جملنا باطننا كما جملنا ظاهرنا ؟ ، فإن أعظم ثمرة من ثمرات صوم شهر رمضان هي صفاء الأرواح ونقاؤها ،هي جلاء القلوب من أدرانها ،
ونحن في يوم العيد ، فهيا بنا نجمل أرواحنا كما جملنا ثيابنا ، هيا بنا نفشي السلام على من عرفنا ومن لا نعرف هيا بنا نمسح ما علق في القلوب من حسد أو غل أو غيظ ! ، هيا بنا نزرع البسمة على الكبير والصغير والمريض واليتيم ، والفقير والمسكين ، هيا بنا لنصل من قطعنا ، ونعفو عمن ظلمنا ، ونعطي من حرمنا ،ونسلم على من هجرنا ! ، هيا بنا نجمل الاخلاق مع جمال الثياب
ولنحرص على استثمار هذه المناسبة لجمع الكلمة، وتوحيد الصف، فلا تهاجروا ولا تدابروا، بل تواصلوا وتزاورا، وكونوا عباد الله إخوانا ، فهذه دعوة لكل المتخاصمين في صباح العيد ، إلى أن تتصافح قلوبهم كما تتصافح أيديهم، رَوَى الطبراني عَنْ أنس -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ كَأَبِي ضَمْضَمٍ؟” قَالُوا: مَنْ أَبُو ضَمْضَمٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: “كَانَ إذَا أَصْبَحَ قَالَ: اللهُمَّ إنِّي قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي وَعِرْضِي لَكَ؛ فَلا يُشْتَم مَنْ شَتَمَهُ، وَلا يُظْلَم مَنْ ظَلَمَهُ، وَلا يُضْرَبُ مَنْ ضَرَبَهُ”. فنحن في هذا اليوم جدير بنا أن نمد أيدينا بالمصافحة، وألسنتنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغسلها من الأضغان والأحقاد والشحناء والبغضاء؛ وأن تتواصل أرحامنا، وتتقارب قلوبنا، وهذا هو جوهر العيد في الإسلام
أيها المسلمون
وفي شهر رمضان أَرَيْنا الله -عز وجل- من أنفسنا استقامة, تلاوة للقرآن العظيم, ومحافظة على الجمعة والجماعات, وأَرَيْناه كثيراً من القربات والطاعات، بعد ترك المعاصي والسيئات, فإذا كنت أخي المسلم كذلك فعليك أن تستقيم على ذلك، وإياك أن تكون كهذه المرأة الحمقاء التي تغزل، وبعد غزلها تنقض غزلها, كما قال تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا) [النحل:92]. فإياك أن تُعرض بعد إقبال! وإياك أن تعصي بعد طاعة! ، وإياك أن تهجر بيوت الله بعد صلتها! ، وإياك أن تهجر القرآن بعد تلاوته! ،إياك من نقض العهد بعد أخذ العهد عليك! فالعبادة لله -عز وجل- ليست موسميَّة, العبادة لله -عز وجل- يجب أن تكون مستمرَّة حتى الموت, قال تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين) [الحجر:99] , وقال مخاطباً سيدنا محمداً -صلى الله عليه وسلم-: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ) [هود:112]. فإياك أن تعود إلى ما كنت عليه قبل شهر رمضان! فلا تترك صلاة الجمعة والجماعة بعد شهر رمضان, ولا تترك مجالس الذكر والطاعة بعد شهر رمضان, ولا تترك تلاوة القرآن بعد شهر رمضان, ولا ترجع إلى مخالطة أهل السوء بعد شهر رمضان, ولا ترجع إلى لقمة الحرام بعد شهر رمضان, فاللهَ اللهَ بالاستقامة والثبات على طاعة الله في كل حين! فلا تدري متى يلقاك ملك الموت، فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية ، فينبغي عليك أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير، وأن تكون في يوم العيد بين الخوف والرجاء، تخاف عدم القبول، وترجو من الله القبول. ونتذكر يوم عيدنا يوم الوقوف بين يدي الله -عز وجل-، مر رجل صالح على أقوام يلهون ويلعبون في يوم العيد فقال لهم: عجبا لكم! إن كان الله قد تقبل صيامكم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان الله لم يتقبل فما هذا فعل الخائفين ، فيا أيها المقبول: هنيئا لك؛ فافرح بعفو الله واسعد بالعيد فهو عيدك.
أيها المسلمون: خرجتم من بيوتكم ترجون مغفرة ربكم، وهنيئًا لمن أكرمه الله بالمغفرة، غير أن من الناس من يُحرم المغفرة، أتدرون لماذا؟ استمعوا إلى هذا الحديث النبوي لتعرفوا الجواب، يقول النبي ﷺ: (تُفتحُ أبوابُ الجنةِ يومَ الاثنين والخميس، فيُغفرُ لكل عبدٍ مسلمٍ لا يشركُ بالله شيئًا، إلا رجلًا كانت بينَه وبينَ أخيه شحناء، فيُقال: أَنظروا هذين حتى يصطلحا، أَنظروا هذين حتى يصطلحا)، والعيدُ مناسبةٌ كريمةٌ لتصافي القلوب، ومصالحة النفوس، والعفو عما فات، دحرًا للشيطان، وإرضاءً للرحمن، قال الله عز وجل: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم).
وتذكر يا عبد الله أنك تتعامل مع بشر، يخطئون ويصيبون، فعوِّد نفسك الصبرَ والتغاضي عن الزلات، وخصوصًا مع أهلك وأقاربك، وأصحابك وجيرانك
ولا بد ان نذكر في موقفنا هذا المجاهدين والمرابطين في المسجد الاقصى وفلسطين
ولا بد ان نخلص لهم الدعاء ونتضرع لله عز وجل بنصرهم فاننا لا نملك لهم حولا ولا قوة .... لا بد ان نستنكر وجود الصهاينة وافعالهم فصراعنا معهم صراع عقيدة ووجود ..هذه ارض الرباط وارض المحشر والمنشر .... فالله ناصر اهلها باذنه تعالى ....
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.
أيها المسلمات: يقول ﷺ: (إذا صلَّت المرأةُ خَمْسَها، وصامتْ شَهْرَها، وحصَّنتْ فَرْجَها، وأَطاعتْ بَعْلَها، دخلتْ من أيِّ أبوابِ الجنةِ شاءتْ)، ألا ما أعظم البشارة، إنها بشارة عظيمة، لا تساويها مُتع هذه الدنيا الزائفة، التي اغترَّ بها بعضُ المسلمات، فالْزَمْنَ الاستقامة لِتَنَلْنَ هذه الكرامة.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.
· اللهمَ أعنَّا على أنْ نشكُرَكَ على لُطفِكَ في بلائِكَ، وأن علمتَنا سبيلَ دفعهِ، ورفعهِ. اللَّهُمُّ وَاِرْفَعْ عَنَا البَلاءَ وَالْوَبَاءَ والداءَ.
· اللهمَ باركْ في أوقاتِنا وأقواتِنا، وحسِّنْ أخلاقَنا، وبارِكْ أرزاقَنا.
· اللهم آمِنّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّدْ بالحقِ إمامَنا ووليَ عهدِه، وأعزَّهم بطاعتِك، وأعزَّ بهمْ دينَك، وارزقهُم بطانةً صالحةً ناصحةً، دالّةً مُذكِّرةً.
· اللهم احفظْ مجاهدِينا وجنودَنا على حدودِنا، واكفِنا وإياهم وبلادَنا شرَّ الأشرارِ وكيدَ الفجارِ، والحاسدِينَ والمتربِصينَ.
· اللهم عليكَ بيهودَ قتلةِ الأنبياءِ، والعُزّلِ الأبرياءِ.
حمل الخطبة بصيغة Word : إضغط هنالا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
0تعليقات