كيفية التعامل مع الشخصية الحساسة والتقليل من توترها

هل سبق وتعاملت مع شخصيات ذي حساسية مفرطة؟ هل سبق وانزعجت من أشخاص يقومون بتضخيم الأمور، وإعطائها أكبر من حجمها؟ كل ما عليك فعله هو معرفة كيفية التعامل مع الشخصية الحساسة، مما يمكنك من فهمها وفهم نظرتها المختلفة للأمور.



الشخصية الحساسة

هي الشخصية التي يتميز جهازها العصبي المركزي بأنه ذو حساسية شديدة، أعمق وأعلى بكثير من غيرها، من حيث المحفزات الجسدية والعاطفية، ويرجح الأطباء أيضا أنها تعاني مما يسمى بالحساسية المفرطة، والتي يعتقد الباحثون أنها فطرية وليست اختيارية، أي خارجة عن إرادة الشخص، حيث إنها عادة ما تكون لها جذور وراثية تجعل الشخص حساسا منذ طفولته.

كيفية التعامل مع الشخصية الحساسة

يكتسب الشخص الحساس مهارات تجعله يتأقلم مع حساسيته المفرطة كلما تقدم في العمر، ولكن الشيء المؤكد أنه لن يتخلى عن حساسيته بهذه السهولة، بل هي سمة مستمرة معه طوال حياته، إلا أن هذه السمة قد تتضاءل بمرور الوقت، وذلك يعود لفهم الشخص لمدى حساسيته ومحاولته للحد منها، وهو الأمر الذي يتحقق تدريجيا من خلال تعامله مع الأفراد حوله، والمواقف التي يمر بها، والتي تساعده وتدفعه لا إراديا إلى تحقيق ما يسعى إليه أو الإخفاق فيه.

الشخصية الحساسة

كما تمتلك هذه الشخصيات الكثير من مواطن الضعف التي تؤثر عليها سلبا، ولذا قبل أن تحتك بها يجب أن تسأل نفسك كيف تتعامل مع الشخصية الحساسة؟ وما هي الإجراءات التي تتخذها لتفادي الوقوع في أي خطأ قد يؤذيها دون قصد منك؟ وقد وضع الباحثون بعض النقاط الهامة التي يجب عليك اتباعها ومراعاتها:

تقبله كما هو

تقبل فكرة أنها شخصيات حساسة مهما حدث، حيث يمكن للجميع أن يتغير ويغير من صفاته، ولكن السمات الأساسية الفسيولوجية للشخصية الحساسة لا تتغير، ولذا إذا كنت تحاول مساعدة الشخص الحساس، يجب عليك التركيز أولا على مساعدته في اكتساب آليات ومهارات التأقلم مع هذه الحساسية المفرطة، بمعنى آخر حاول أن تساعده على التأقلم مع ذاته وصفاته الخارجة عن إرادته، مما يؤهله للتعامل بثقة مع من حوله.

لا تخفِ اهتمامك به

إذا كنت حريصا على تعلم كيفية التعامل مع الشخصية الحساسة، يتوجب عليك إظهار هذه الرغبة أمام الشخص الحساس، حتى تشعره بأهميته لديك، حاول أن تسأله عن سبب حساسيته المفرطة، لتتفهم شعوره وتبدي اهتمامك به، مما يساعدك فيما بعد على تجنب المشاكل، ومساعدته أيضا على التكيف مع هذا الوضع.

على سبيل المثال، اطرح عليه سؤالا حول انزعاجه من الضوضاء والأجواء الصاخبة، وفهم رغبته في الابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وأخبره أنك لا تمانع في الاسترخاء معه في مكان هادئ إذا كان هذا ما يريحه، بالإضافة إلى أن الشخصية الحساسة غالبا ما تشعر بالانزعاج أيضا من الأضواء الساطعة، لذا حاول أن تتجنب تسليط الضوء عليه، وإذا حدث وشعرت بضيقه فيجب عليك التوقف فورا، وسؤاله عن الوضع المريح له.

كن لطيفا

يستجيب الأشخاص الحساسون بشكل أفضل لأولئك الذين يعاملونهم بلطف وهدوء، وبنبرة صوت هادئة غير مزعجة، لذا يتوجب عليك الحفاظ قدر الإمكان على صبرك ولطفك معهم، فشعورهم الدافئ تجاهك يساعدهم ويشجعهم على الانسجام معك، خاصة في تلك المواقف التي تحاول إقناعهم فيها برغبتك، حينها يجب عليك البحث عن لغة ولهجة مشجعة وداعمة، تساعد في تحفيزهم وانفتاحهم أكثر على المجتمع، لأن العكس قد يؤدي إلى انغلاقهم أكثر على أنفسهم.

الشخصية الحساسة تشعر بالخوف وتتوتر سريعا عند تعاملها مع سلوك عدواني مفتقر للصبر، لذا إذا فقدت أعصابك رغما عنك حاول سريعا أن تأخذ قسطا من الراحة لتعتذر، بمعنى آخر دع الشخص الحساس يشعر بحبك وتقبلك لشخصيته كما هي، مما يساعد كثيرا في شعور الشخص بالتقدير لذاته وتقبله لها كما هي.

تجنب المشاكل

تجنب المشاكل قدر الإمكان من أهم الخطوات التي يجب اتباعها، أثناء التعامل مع الشخصيات الحساسة، لذا احرص على خلق بيئة هادئة ومريحة لهم، فإذا كانت البيئة من حولهم صاخبة جدا ومزعجة، فلن يتمكنوا من تركيز وصب اهتمامهم للتفاعل معك، على سبيل المثال إذا كانت شريكة حياتك من الشخصيات الحساسة، يجدر بك البحث عن أماكن بعيدة وهادئة جدا للخروج معها، مما يساعدك في جذب انتباهها بشكل كامل.

حاول أن تتجنب المفاجآت بشكل عام؛ فالشخصيات الحساسة لا تتقبل المفاجأة ولا تتأقلم معها سريعا، لهذا السبب يجب عليك إخبارها بمخططاتك، قبل أن تشرع في اتخاذ أي خطوة مفاجئة لها، وهو الأمر الذي سيمنح العلاقة فيما بعد إطارا هادئا ويخفف من حدة المشكلات أو يمنع وقوعها من الأساس.

تفهم مشاعرهم

حاول أن تتفهم مشاعرهم، فالشخص الذي يعاني من الحساسية المفرطة تقبله للمواقف والمشاكل لا يشبه تقبل الشخصيات العادية، إذ إن جهازه العصبي يبالغ قليلا في الشعور بالمعطيات من حوله، لذا قد يحدث موقفا تراه صغيرا بينما يراه الشخص الحساس كبيرا جدا وأكثر أهمية مما تراه أنت، هنا يجب عليك فهم مشاعره وتقبل رأيه كما هو، ومساعدته للوصول إلى الحل الذي يرضيه ويشعره بالراحة تجاه الموقف الذي يمر به.

تجنب الانتقاد اللاذع

عند تعرفك على كيفية التعامل مع الشخصية الحساسة كن حريصا جدا في انتقاء كلماتك، وطريقة انتقادك، فإن الكلمات لدى الشخصيات الحساسة لها أهمية عظمى، ووقع كبير جدا في أنفسهم، لذلك يعد الانتقاد اللاذع والعبارات القاسية بمثابة مطرقة تهشم نفسيتهم، بل تدمرها تماما، وعلى العكس فإن الانتقاد البنّاء الإيجابي يساعد في رفع معنوياتهم إلى القمة، وهو ما يحتاجه بالفعل ذوو الحساسية المفرطة.

كن مدافعا عنهم

لا يوجد شيء يضاهي الدفاع عن الأشخاص الحساسين، فمجرد دفاعك عنهم عند تعرضهم للانتقاد أو التقليل من احتياجاتهم، يعد عملا عظيما من وجهة نظرهم، كفيلا بأن يجعلهم يحلقون فوق السحب، إذ يشعرون في هذه اللحظة بالكثير من الحب والدفء والأمان، وأنه يوجد من يتفهم احتياجاتهم ويدافع عنها بكل قوته، حتى وإن لم يشعر بها.

لا تسئ فهمهم

عادة ما يُساء فهم أصحاب الشخصية الحساسة، لشدة خجلهم وقلقهم الدائم، وردود أفعالهم المبالغ فيها حيال الكثير من الأمور، وحاجتهم الدائمة إلى العزلة وقضاء بعض الوقت بمفردهم، لذا قد يطلق عليهم البعض صفات ليست فيهم، مثل تصنيفهم ضمن الشخصيات الانطوائية أو نعتهم بأنهم مرضى ومضطربون نفسيا.

هذا الأمر يزيد من رغبتهم في الانغلاق على أنفسهم، لذا إن أردت الحفاظ على علاقتك بهم فتجنب تماما إساءة فهمهم، أو إبداء الاستياء منهم ومن حساسيتهم المفرطة، بل قم بدعمهم قدر الإمكان لتشعرهم بتفهمك التام لهم.

إن فهمك كيفية التعامل مع الشخصية الحساسة لا يعني أن هذه الشخصيات مريضة، أو تعاني من مشكلة ما، كل ما في الأمر أنهم يمتلكون حساسية زائدة، تجعلهم يعانون في حياتهم ويخفقون في الكثير من علاقاتهم الاجتماعية، لعدم قدرتهم على تكوين صداقات متعددة، أو تقَبل الآخرين لهم، ودورك كفرد من المجتمع أن تساعدهم وتقبل ردود أفعالهم المبالغ فيها، في محاولة للحد من هذه الحساسية المفرطة التي قد تتسبب في شقائهم.



المصدر

لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
::: يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها :::