الوشق.. ماذا تعرف عن القط الأشرس في العالم؟
الوشق من فصيلة القطط شبه الكبيرة، ويتراوح حجم أنواعه ما بين متوسطة الحجم إلى الحجم الأصغر ولديه خصلتان من الشعر متدليتان على الوجه، وتختلف تلك الحيوانات في طبيعة حياتها وبيئاتها، كما تمتاز بالشراسة وتتغذى على نفس فرائس القطط الكبيرة، وإليك في هذا المقال أهم أنواع الوشق.
أنواع الوشق
توجد العديد من أنواع الوشق التي يختلف كل نوع منها حسب موطنه وصفاته وفرائسه، وسوف نذكر أهم 3 أنواع معروفة من تلك الحيوانات:
الوشق الأوراسي
يعيش الوشق الأوراسي في سيبريا وأوروبا، ويوجد في مناطق آسيا الوسطى ذات الكثافة الشجرية الأقل، كما يعيش في المنحدرات الشمالية لجبال الهيمالايا ونيبال والأماكن الصخرية والغابات كثيفة الشجيرات.
صفاته وسلوكياته
يعد الوشق الأوراسي أكبر أنواع الوشق، ويبلغ متوسط وزن الذكر 21.6 كجم، بينما يبلغ متوسط وزن الإناث 18.1 كجم، ولديه سيقان طويلة وأقدام كبيرة لسهولة المشي على الجليد، ويميل لون فرائه إلى اللون الرمادي وأحيانًا يكون لونه مائلا للون الأحمر والمصفر، ويوجد في جنوب روسيا وتركيا وجنوب أوروبا وآسيا الصغرى، كما توجد منه 3 أشكال: ما تغلب عليه الخطوط أو الخالي من النقوش أو المرقط، ولديه خصلات طويلة متدلية على جانبي الوجه وذيله قصير أسود.
نظامه الغذائي
يتغذى الوشق الأوراسي كغيره من أنواع الوشق على القوارض والغزلان وصغار الأغنام والأرانب الوحشية، ويستطيع أن يفترس فرائس أكبر من حجمه بثلاث مرات، كما يستطيع التواجد في مساحات كبيرة ويتغذى على أنواع الحيوانات الحافرية وخاصة الصغار مثل الغزال والرنة.
التكاثر
يتزاوج الوشق ما بين شهر فبراير وأبريل، وتنجب الأنثى ما بين شهر مايو ويونيو، حيث تظل في فترة الحمل لمدة 69 يوما، ويتراوح متوسط عدد الصغار ما بين صغير إلى 4 صغار، وتستطيع أن تحمل الأنثى لمدة 3 سنوات على التوالي، وتبتعد الصغار عن أمهاتها عندما تبلغ 10 أشهر، كما يمكن أن تصل مدة حياته إلى 17 عاما في البرية، بينما يصل عمره في الأسر إلى 24 سنة.
الحماية القانونية التي يتمتع بها الوشق الأوراسي
هناك بعض الدول التي تحرم صيد أنواع الوشق والتي منها: الوشق الأوراسي مثل أوزبكستان وسويسرا ونيبال والمجر والهند وإيران وألمانيا واليونان وفرنسا وجورجيا والتشيك وطاجيكستان، بينما هناك دول لا توفر الحماية اللازمة له مثل سوريا والعراق وأرمينيا وأفغانستان وإيطاليا وكوريا الشمالية وليتوانيا وبيلاروسيا وإستونيا ولاتفيا.
المخاطر المهددة له
يواجه العديد من المخاطر نتيجة للقضاء على الكثير من فرائسه التي تنتمي للحيوانات الحافرية خاصة في الشتاء القارس، كما أثرت إزالة الغابات على تواجده واستقراره في البيئات الموجودة بها، وقد لوحظ توقف أفراده عن النمو، مما أدى إلى وجود اختلال بين عدد الذكور والإناث، حيث يتم اصطياده للاستفادة من فرائه تجاريًا.
الوشق الأيبيري
يعيش الوشق الأيبيري أو الوشق الإسباني في غابات البحر المتوسط والأماكن ذات الأعشاب الكثيفة، ويفضل تلك الأماكن من أجل الاسترخاء وصيد الأرانب، وعلى الرغم من ذلك فإنه يندر وجوده في غابات أشجار الصنوبر، حيث توجد أعداد قليلة جدًا من الأرانب، ولقد سمي بهذا الاسم لوجوده بكثرة في شبه الجزيرة الأيبيرية وجنوب فرنسا، حيث تعد مأوى للكثير من القوارض والفئران، وتقل أعداده في البرتغال.
صفاته وسلوكياته
يعد الوشق الأيبيري أصغر في الحجم من الوشق الأوراسي، ويبلغ متوسط وزن الذكور 12.8 كجم، بينما يبلغ وزن الإناث 9.3 كجم، ويمتاز فراء هذا النوع من أنواع الوشق بالترقيط.
وعلى الرغم من أن الوشق الأيبيري يختلف عن الوشق الأوراسي إلا أنهما تواجدا مع بعضهما البعض في منتصف أوروبا منذ مليوني سنة، وعلى الرغم من اختلاف النطاق الجغرافي لكل منهما إلا أنهما لم يتقاطعا كثيرًا.
نظامه الغذائي
يتغذى على الأرانب الأوروبية، وتنخفض أعداد تلك الأرانب خلال الصيف، مما يجعل الوشق الأيبيري يتغذى على صغار الغزال الأحمر وغزلان المراحة، وفي الجنوب الغربي للساحل الإسباني يعتبر البط مصدر غذاء له من شهر مارس إلى مايو، وتكون ذروة نشاطه عند الغرب ويخرج من أماكنه لكي يصطاد، بينما يزداد نشاطه في ساعات النهار خلال فصل الشتاء.
التكاثر
يتزاوج الوشق الأيبيري بين شهري يناير ويوليو، وتنجب الأنثى في شهري مارس وأبريل وتظل مدة الحمل شهرين، ويتراوح عدد صغاره في الولادة الواحدة ما بين صغيرين إلى 3، وتستقل الصغار عن أمهاتها عندما تبلغ من العمر 10 شهور في الأسر، بينما تستقل عنها في البرية حينما تبلغ 20 شهرا.
الحماية القانونية التي يتمتع بها الوشق الأيبيري
يتعرض الوشق الأيبيري لخطر الانقراض، لذا فهو يتمتع بحماية دولية قانونية من قبل كل من البرتغال وإسبانيا، حيث فرضت غرامة مالية عند قتله أو صيده.
المخاطر التي يتعرض لها الوشق الأيبيري
يرجع السبب وراء قلة أعداده إلى نقص أعداد الأرانب الأوروبي نتيجة للإصابة بمرض الجدري الذي أدى لإحداث نسبة كبيرة من الوفيات بين أفراده، وربما يرجع السبب إلى تحول البيئة الطبيعية التي كان يعيش فيها إلى بيئة غير مناسبة له وانخفاض أعداده في محميات الصيد، ويتعرض الوشق للوفاة بسبب الظروف الطبيعية ونصب الفخاخ ومهاجمة الكلاب لها، وتتلقى الأفراد المتبقية منه في جنوب غرب إسبانيا أعلى حماية ممكنة للحفاظ عليها.
وشق كندا
يعيش هذا النوع من أنواع الوشق في غابات أمريكا الشمالية وجبال روكي الأمريكية، ولكن قلت أعداده في الجنوب نتيجة للتخلص من الغابات، ويسير وشق كندا لمسافات كبيرة بحثًا عن الأرانب الوحشية، كما يوجد أيضًا في الجزر القطبية وجنوب الولايات المتحدة وسهوب التندرا الشمالية، ويتركز في المناطق المزروعة حديثًا بالنباتات حيث يحصل على فرائسه المفضلة من تلك الأرانب.
صفاته وسلوكياته
يتميز وشق كندا باعتباره أحد أنواع الوشق بأن لديه خصلات كثيفة متدلية على جانبي وجهه، ولديه خلفيتان طويلتان وفراؤه مائل للون الرمادي والأحمر، وهناك أعداد قليلة منه تتميز باللون الباهت وأقدامه كبيرة للحفاظ على اتزانه على الجليد.
نظامه الغذائي
يعتمد في تغذيته على الأرانب الوحشية، وهناك علاقة طردية بين أعداد تلك الأرانب وأعداد الوشق، ويلجأ لافتراس حيوانات أخرى عند قلة أعداد تلك الأرانب مثل القوارض الصغيرة والغزال أبيض الذيل والطيور الأرضية والخراف البرية وظباء الكاريبو، وهناك حيوانات مفترسة تظل تتغذى على تلك الأرانب إلى أن تنخفض أعدادها وتبحث عن مصادر طعام أخرى في حين أنها تتكاثر من جديد وتصل لأعداد كثيرة.
التكاثر
تلد أنثى وشق كندا في الفترة ما بين شهري مايو ويونيو، وتصل مدة الحمل إلى 70 يومًا، كما يتراوح عدد المواليد من صغير إلى 8 صغار، وتبتعد عن الأم عندما يكون عمرها 10 شهور.
الحماية القانونية التي يتمتع بها وشق كندا
لا يتعرض لخطر الانقراض بالدرجة التي يتعرض لها غيره من أنواع الوشق الأخرى، وهناك حماية قانونية مفروضة لمنع صيده في كندا، ووقف صيده بالفخاخ نهائيًا لكي يتكاثر وتزداد أعداده، ونجد أن هناك 3 ولايات في الولايات المتحدة المسموح فيها بنصب الفخاخ لصيده وهي مونتانا وإيداهو وألاسكا.
المخاطر التي يتعرض لها وشق كندا
يقع بسهولة في الفخاخ ويتعرض للصيد عندما يتجول للبحث عن الطعام، مما يؤدي إلى انخفاض أعداده التي لا يمكن استعادتها.
وهناك الكثير من المجهودات والبدائل الدولية التي يوصى من خلالها بعدم نصب الفخاخ لتلك الحيوانات ومنع الصيد في أماكن تواجد الأرانب الوحشية، كما يوصي بعض العلماء بمنع الصيد في المناطق التي تزداد بها أعداد تلك الأرانب.
0تعليقات