سنسعد كثيرا إذا فعّلت الإعلانات في موقعنا حتى نتمكن من إبقاء جميع خدمات واخبار الموقع مجانية لكم وان تُنشر في وقتها، وضعنا بضع الإعلانات في الموقع حتى يتسنى لنا تغطية تكاليف تشغيل الموقع، فنسعد كثيرا لو الغيت تفعيل حاجب الإعلانات (Ad blocker) في موقعنا.

تابعنا

القائمة

المناخ التنظيمي



مقدمة:

تحتوي كل منظمة على مجموعة من الخصائص و السمات التي تميزها عن غيرها من المنظمات، وكما هو الحال في المناخ الطبيعي، فالمناخ التنظيمي عرضة للتغيير و التحول والتطور. ومنذ  منتصف الستينات سعى علماء الإدارة و التنظيم والباحثين إلى دراسة ظاهرة المناخ التنظيمي و تأثيرها على الموظفين و المنظمة.


مفهوم المناخ التنظيمي:

عرف "Gupta 2008" المناخ التنظيمي بأنه مجموعة من الخصائص المحددة لمنظمة معينة و التي تحدد أسلوب تعاملها مع أعضائها وبيئتها.


وعرف "الكبيسي" المناخ التنظيمي أنه الحصيلة لكل العوامل البيئية الداخلية كما يفسرها ويحللها العاملون فيها والتي تظهر تأثيراتها على سلوكهم وعلى معنوياتهم وبالتالي على أدائهم وانتمائهم للمنظمة التي يعملون فيها.


أما "كاراسيك و بريشارد" فقد عرفا المناخ التنظيمي أنه عبارة عن خصائص معينة لها سمة الاستقرار النسبي في بيئة العمل في المنظمة. وتتشكل هذه الخصائص كنتيجة لفلسفة الإدارة العليا وممارستها بالإضافة إلى نظم وسياسات العمل في المنظمة. كما أنها تستخدم كأساس لتفسير القرارات بجانب توجيه الأداء وتحديد معدلاته.


المناخ التنظيمي هو مجموعة الخصائص البيئية للعمل، والتي تتمتع بدرجة عالية من الثبات والاستقرار، والتي تؤثر في سلوك الأفراد والجماعات بشكل يترتب عليه تحقيق الرضا وانعكاس ذلك على المنظمة في الوصول إلى أهدافها.


2. أهمية دراسة المناخ التنظيمي

تكمن أهمية معرفة المناخ التنظيمي في كونه يساعد على تحقيق الأغراض التالية:


- مساعدة الإدارة و الباحثين على  وصف خصائص المنظمة وفهمها.


-  تساعد على تقييم المنظمة من خلال أبعاد المناخ التنظيمي وتحديد جوانب القوة والضعف فيها مقارنة بالمنظمات الأخرى.


- المساهمة في معرفة الكيفية التي يمكن من خلالها تحفيز أعضاء المنظمة لتحقيق أهدافها بكفاءة أفضل عبر وسائل تؤدي إلى تحقيق نوع من التكامل بين أهداف المنظمة وطموحات العاملين فيها بما يضمن تحقيق مستوى مقبول من الرضا الوظيفي.


- تساعد المنظمة على تشخيص عوامل الصراع و تسهيل عملية السيطرة عليه.


- تعزيز قوة المنظمة على تجاوز ما يواجهها من مشكلات لما توفر مثل هذه الدراسة من معلومات عما تقوم به تلك المنظمة.


وتظهر أهمية المناخ التنظيمي من خلال الدور الذي يقوم به التنظيم في تعزيز السلوك الوظيفي و الأخلاقي لدى العاملين وتعديل قيمه واتجاهاته بشكل إيجابي، حيث تغلب عليه صفة الثبات النسبي، عكس بعض القيم الأخرى مثل الأسعار وطرق العمل والتكنولوجيا، أي بيئة العمل المادية والتي تغلب عليها صفة عدم الاستقرار.


فالمناخ التنظيمي السليم، القادر على توفير بيئة عمل جيدة، له انعكاسات واضحة على الأداء والتطوير والاستغلال الأمثل لطاقات الأفراد، فهو القادر على توفير الثقة وتنمية الموارد وتعزيز ترابط الأفراد مع بعضهم البعض وقيامهم بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه التنظيم.


3. عناصر المناخ التنظيمي

للمناخ التنظيمي عناصر تتمثل في:


الهيكل التنظيمي: فهو العنصر الذي يوضح خطوط السلطة و المسؤولية و الوحدات الإدارية و أقسامها المختلفة، وكذلك أنماط الاتصال و المستويات الوظيفية، فالمنظمات الحديثة تعمل بموجب هياكل تنظيمية مرنة قادرة على الاستجابة للمتغيرات البيئية المحيطة.

أسلوب القيادة: وتعرف القيادة بقدرة القائد في التأثير على سلوك المرؤوسين، هذا التأثير يعتمد على أشكال عدة، منها الموقع الوظيفي، المعلومة، الخبرة و الخصائص الشخصية، فكل شكل يترتب عليه اتباع نمط سلوكي معين في التعامل مع الأفراد، فهناك السلوك القيادي الديمقراطي القائم على المشاركة، وتفويض الصلاحيات و الاتصال المتبادل، فهذا النمط من الممارسات القيادية يشجع الأفراد على المشاركة و إبداء الرأي وزيادة الأداء ومن ثم تحسين جودة القرارات.

أسلوب الاتصال: فالاتصال له أشكال عدة، ولكن النمط المفضل يعتمد على أسلوب القيادة، فإذا كانت القيادة ديمقراطية، فإنها سوف تعمل بموجب الاتصال الذي يعطي للعاملين فرصة المشاركة و إبداء الرأي.

المشاركة في اتخاذ القرار: فالمشاركة في اتخاذ القرار و إبداء رأي العاملين و الأخذ بأفكارهم يعزز جودة القرار الإداري.

طبيعة العمل: إن العمل القائم على استخدام أساليب قديمة وغير ملائمة يؤدي إلى الملل و البطء في العمليات التشغيلية، والعمل على إعاقة التطوير، لذلك لابد من استخدام أساليب عمل حديثة، تقوم على تبسيط الإجراءات و مشاركة العاملين.

مستوى التكنولوجيا: إن استخدام التكنولوجيا في العمل وبصورة مكثفة يترتب عليه انخفاض الروح المعنوية لدى العاملين، ويؤدي إلى البطالة و العزلة.

4. خصائص المناخ التنظيمي

توصل الباحثون إلى عدد من السمات التي تحدد خصائص المناخ التنظيمي وهي:

-         أن المناخ التنظيمي عامل إدراكي يراه العاملون وفق تصوراتهم الخاصة، وليس بالضرورة كما هو قائم فعلا، أي أن المناخ التنظيمي يعبر عن  خصائص المنظمة كما يدركها العاملون بها، وتكون اتجاهاتهم وسلوكياتهم ومستوى أدائهم و إبداعهم انعكاسات لتأثير إدراكاتهم لتلك الخصائص البيئية.

-         أن المناخ التنظيمي يمتاز بنوعية ثابتة، بمعنى أن خصائصه تتسم بدرجة من الاستقرار إلا أنه خاضع للتغيير عبر الزمن، وهذه الخاصية مستمدة من أن شخصية المنظمة عملية مكتسبة وتتأثر بالمتغيرات العديدة ذات العلاقة.

-         أن المناخ التنظيمي الناشئ في منظمة ما يؤثر بشكل مباشر في سلوكيات العاملين.

-         العناصر المكونة للمناخ التنظيمي قد تختلف ولكن تبقى هويته كما هيد دائما.

-         يشترك في المناخ التنظيمي عدة أشخاص في نفس الوقت.

ومن الخصائص التي أوردها (إبراهيم بن حمد البدر) ما يلي:

-         يعبر المناخ التنظيمي عن مجموعة من الخصائص التي تميز البيئة الداخلية للمنظمة والتي عن طريقها يمكن تمييز منظمة عن أخرى.

-         يعكس المناخ التنظيمي التفاعل بين المميزات الشخصية و التنظيمية، ويعبر عن خصائص المنظمة كما يتم إدراكها من قبل العاملين في هذه المنظمة.

-         إننا نتعامل مع عامل إدراكي بمعنى أن مناخ منظمة معينة كما يراها الموظفون فيها وفقا لإدراكهم الخاص وليس بالضرورة ما هو كائن فعلا. فإدراك الموظف لهذه الخصائص البيئية تولد لديه حالة نفسية لها تأثير مباشر في اتجاهات ودوافع الأفراد وبالتالي سلوكهم.

-         المناخ التنظيمي لا يعني ثقافة المنظمة كما أنه ليس بمصطلح بديل عنها.

-         إن المناخ التنظيمي يختلف عن المناخ الإداري. فبينما يعد المناخ التنظيمي أحد المحددات الأساسية للسلوك، فإن المناخ الإداري يعد أحد المحددات الأساسية للمناخ التنظيمي.

-         المناخ لا يعني البيئة. حيث تتعلق البيئة بما يدور خارج وداخل التنظيم على المستوى الواسع، بينما يتعلق المناخ التنظيمي بما يدور داخل التنظيم على المستوى الضيق فقط.

5. أنواع المناخ التنظيمي+ خلاصة

قدم الباحثون أنواعا متباينة من المناخ التنظيمي التي عبرت بشكل أو بآخر عن اختلاف صريح في طبيعة تلك الأنواع، وفيما يأتي فكرة موجزة عن بعض تصنيفات الكتاب لتلك الأنواع:


أ‌-   تصنيف السالم صالح: يقسم المناخ التنظيمي إلى ستة أنواع:


المناخ المفتوح: الذي يحقق حالة مشاركة وتفاعل في السلوك بين العاملين أنفسهم، وبين الإدارة.

المناخ الاستقلالي: الذي يحقق الحاجات الاجتماعية والنفسية للعاملين مما ينعكس إيجابيا على روحهم المعنوية ورضاهم عن العمل.

المناخ المسيطر عليه: الذي يؤدي إلى ارتفاع معدلات الانتاج للعاملين نظرا للأهمية التي تعطى للعملية الانتاجية.

المناخ المألوف: الذي يشجع على ظهور بعض السلوكيات غير المرغوب بها كالكذب و الاحتيال، وهو مناخ معتدل وشخصي جدا والعاملين فيه يشبعون حاجاتهم اجتماعيا.

المناخ الأبوي: الذي يؤدي إلى انخفاض مستوى الرضا والروح المعنوية ويكون فيه القائد هو المبادر وبالتالي يحدد المهمات ويلزم الجماعة بتنفيذها.

المناخ المغلق: الذي يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية و شيوع سلوكيات غير أصيلة ومزيفة، وبالتالي تكون المنظمة شبه ساكنة وراكدة.

ب‌-  تصنيف هالبين و كروفت: صنفا المناخ التنظيمي إلى ستة أنواع وهي:


المناخ المفتوح: ويتميز هذا المناخ بارتفاع درجات انتماء العاملين للمؤسسة وكذا ارتفاع درجة القدرة على العمل لدى مدير المؤسسة وكذا نزعته الانسانية مع العاملين وانخفاض درجات التباعد بين العاملين وقلة المعوقات التي تصدر عن الإدارة وكذا انخفاض درجة اهتمام الإدارة بتطبيق اللوائح والقوانين تطبيقا حرفيا.

المناخ الاستقلالي: وفيه ترتفع درجات انتماء العاملين للعمل ويكون مدير المؤسسة قدوة حسنة للعاملين كما ترتفع درجات الألفة أي تتوفر العلاقات الطيبة بين العاملين كما ترتفع درجة اهتمام المدير بتطبيق القوانين و اللوائح تطبيقا حرفيا.

المناخ الموجه: ويتسم بارتفاع درجة انتماء العاملين للمؤسسة وكثرة الإعاقات من الإدارة وأن الإدارة تهتم بالإنتاج دون الاستفادة من رأي العمال.

المناخ الأبوي: ويتميز بارتفاع درجات تباعد العاملين عن بعضهم بالإضافة إلى تركيز الإدارة على الإنتاج، دون الاستفادة من رأي العمال رغم انخفاض المعوقات كما تنخفض درجة انتماء العاملين للمؤسسة.

المناخ العائلي: ويتميز بارتفاع درجة الألفة أي توفر العلاقات الطيبة بين العاملين وكذا النزعة الانسانية، كما تنخفض معوقات الإدارة ونزوعها إلى الشكلية في العمل أي اهتمامها بتطبيق اللوائح و القوانين و تخف حدة اهتمام الإدارة  وتركيزها على الإنتاج دون الوقوف على رأي العاملين، ولكن تزداد درجات تباعد العاملين في العمل كفريق.

المناخ المغلق: وتظهر بهذا المناخ كثرة معوقات الإدارة وتباعد العاملين عن العمل كفريق، ويهتم المدير بتطبيق اللوائح والقوانين والتركيز على الإنتاج دون الاهتمام بآراء العاملين، كما تنخفض بهذا المناخ النزعة الانسانية وكذا درجة انتماء العاملين للعمل.

خلاصة:

إذن، يجب على كل منظمة أن تعمل على إيجاد مناخ تنظيمي صحي وسليم، من شأنه أن يهيء بيئة عمل مريحة، ويفتح آفاقا جديدة أمام المورد البشري ويتيح له فرصة التنسيق والتعاون ويراعي ظروفه ويسمح له بتحقيق رغباته و إشباع حاجاته، وهذا ما يساعد في رفع روحه المعنوية وزيادة دافعيته لأداء مهامه على أكمل وجه.


المصدر

https://cte.univ-setif2.dz/moodle/mod/book/tool/print/index.php?id=6408

لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
::: يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها :::