ما حكم رفع اليدين في الدعاء يوم الجمعة للمأمومين ؟ الإمام ابن باز رحمه الله
يسأل أخونا ويقول: ما حكم رفع اليدين في الدعاء يوم الجمعة للمأمومين، ذلكم أني أرى هذه الظاهرة منتشرة بكثرة ؟
الجواب:
أما حال الخطبة فلا يرفع الإمام، ولا يرفع المأمومون، ينصتون، ولا يرفعون أيديهم، ولا يرفعونها في الخطبة إلا في الاستسقاء، إذا استسقى طلب الغوث، طلب المطر؛ يرفع يديه، ويرفعون أيديهم معه، كما فعل النبي ﷺ والصحابة لما استسقى -عليه الصلاة والسلام- أما الخطبة العادية التي ليس فيها استسقاء، فإن السنة أنه لا يرفع هو، ولا يرفعون هم، ولو دعا، يدعو لكن من دون رفع.
وهكذا خطبة العيد ليس فيها رفع إلا إذا استسقى، إذا طلب السقيا، طلب الغوث، طلب المطر؛ فإن السنة أنه يرفع يديه، والمأمومون كذلك يرفعون أيديهم في الجمعة، وفي غيرها، إذا استسقى يرفعون أيديهم حتى لو هو جالس بين أصحابه، لو جلس العالم بين أصحابه، واستسقى، ورفع يديه يرفعون أيديهم في حلقة العلم، أو في أي مكان، وهم محتاجون للغيث، ورفع يديه وهو في الحلقة قال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، ورفعوا أيديهم، كله طيب، لا حرج في ذلك.
ولا حرج في ذلك أيضًا إذا رفع الإنسان يديه يدعو ربه، يسأل ربه من فضله في بعض أوقاته في بيته، في المسجد، بعد صلاة النافلة، أو في أي مكان، إذا دعا ربه، ورفع يديه، فرفع اليدين من أسباب الإجابة، وفي الحديث عنه ﷺ أنه قال: إن ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا يعني: خاليتين.
فرفع اليدين من أسباب الإجابة، لكن المواضع التي لم يرفع فيها النبي ﷺ وقد وجدت في عهده لا نرفع فيها؛ لأن تركه حجة، وفعله حجة -عليه الصلاة والسلام- فخطبة الجمعة وخطبة العيد لم يرفع فيهما؛ فلا نرفع إلا إذا كان في الاستسقاء، في طلب الغيث، طلب الغوث والمطر.
وهكذا بعد الفرائض، إذا سلم من الفريضة ما كان يرفع يديه؛ فلا نرفع بعد الفريضة، وهكذا في دعاء آخر الصلاة قبل أن يسلم، كان يدعو قبل أن يسلم، ولم يرفع يديه، وهكذا بين السجدتين كان يدعو ولا يرفع يديه، فالشيء الذي ما رفع فيه النبي ﷺ وهو موجود في عهده، وقد فعله؛ نكون مثله لا نرفع أيدينا فيه -عليه الصلاة والسلام- تأسيًا به ﷺ في الفعل والترك -والله المستعان- نعم.
المقدم: الله المستعان. جزاكم الله خيرًا. المصدر
لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
0تعليقات