

حرّم الإسلام الأبراج والتنجيم لما في ذلك من تعارض مع العقيدة الإسلامية، ولعدة أسباب شرعية وعقلية، منها:
أولًا: لأنها نوع من ادعاء علم الغيب
الله تعالى يقول في كتابه الكريم:
{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}
ـ [النمل: 65]
فالأبراج تقوم على الزعم بأن من يولد في وقت معين تحت برج معين سيكون له طبع محدد أو مستقبل معين، وهذا ادعاء لمعرفة الغيب، وهو مما لا يعلمه إلا الله تعالى.
ثانيًا: لأنها نوع من الكهانة والعرافة
النبي ﷺ قال:
"من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً"
ـ [رواه مسلم]
وقال أيضًا:
"من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد"
ـ [رواه أحمد]
ومعروف أن من يمارسون الأبراج كثيرًا ما يدخلون في باب الكهانة والعرافة، التي حرّمتها الشريعة تحريمًا شديدًا.
ثالثًا: لأنها تضعف التوكل على الله
من يعتمد على الأبراج قد يصبح متعلقًا بها، فيتشاءم أو يتفاءل، ويؤمن أن حظه أو مصيره بيد النجوم، لا بيد الله، وهذا يناقض عقيدة التوكل، قال تعالى:
{وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
ـ [المائدة: 23]
رابعًا: لأنها باطلة لا أساس لها من العلم
علميًا، الأبراج لا تستند إلى أي قاعدة علمية مثبتة، بل تقوم على التعميم والتنجيم، وهي أشبه بالخرافات القديمة التي نشأت في حضارات وثنية.
الخلاصة:
الإسلام حرّم الأبراج لأنها مخالفة للعقيدة، وتؤدي إلى الشرك أو إلى ما يقاربه، وتفسد التوحيد، وتفتح الباب للتعلق بغير الله. والمسلم مأمور بأن يحافظ على صفاء عقيدته، وألّا يلتفت إلى أمور الغيب إلا ما جاء في الوحي الشريف.
0تعليقات