الماء العنصر المنسي في صحة الجسم والعقل

 هذا توصيف دقيق ومهم! الماء هو فعلاً العنصر الذي غالباً ما يتم إهماله أو نسيانه في خضم البحث عن المكملات الغذائية المعقدة أو أنظمة الحمية الصارمة، على الرغم من أنه يشكل حوالي 50% إلى 70% من وزن الجسم، ويدخل في كل وظيفة حيوية.

إليك نظرة مفصلة حول كيف يؤثر الماء على صحة الجسم والعقل، ولماذا يجب أن نوليه اهتماماً أكبر:

🧠 1. الماء وصحة العقل والوظائف المعرفية

الدماغ يتكون معظمه من الماء، وأي نقص بسيط فيه (يصل إلى 1% أو 2% من محتوى الماء في الجسم) يمكن أن يؤدي إلى آثار واضحة وسريعة على أدائنا العقلي.

التأثير على العقل الشرح

التركيز والذاكرة الجفاف الخفيف يؤدي إلى تقلص طفيف في حجم الدماغ، مما يجعله يعمل بجهد أكبر. هذا يؤثر سلباً على التركيز، وسرعة الاستجابة، والذاكرة اللحظية.

المزاج والطاقة يرتبط نقص الماء بانخفاض في مستويات الطاقة والشعور بـالإرهاق العقلي، العصبية، وتقلبات المزاج. شرب الماء يحسن تدفق الأكسجين والمواد الغذائية إلى المخ، مما يعزز الاسترخاء ويقلل من التوتر والقلق.

الصداع يعد الجفاف أحد الأسباب الشائعة لـالصداع، بما في ذلك الصداع النصفي. الماء يساعد على تخفيف شدة ومدة هذه الآلام بتحسين توازن السوائل في الأوعية الدموية بالدماغ.

النواقل العصبية يساعد الماء في تصنيع الهرمونات والنواقل العصبية، مما يحافظ على كفاءة الاتصال بين الخلايا العصبية.

💪 2. الماء وصحة الجسم والوظائف الحيوية

الماء هو المذيب العام والمحرك لكل العمليات الداخلية في الجسم:

● تنظيم درجة الحرارة: يعمل الماء كوسيط حراري، حيث يساعد التبخر عن طريق التعرق على تبريد الجسم والحفاظ على درجة حرارة طبيعية.

● نقل المغذيات والفضلات: الماء هو المكون الرئيسي للدم، مما يمكنه من نقل الأكسجين والمواد الغذائية إلى الخلايا والتخلص من الفضلات والسموم عن طريق التبول والتعرق.

● حماية المفاصل والأنسجة: يعمل الماء كمادة تشحيم ووسادة للمفاصل، وكذلك يحمي الأنسجة الحساسة مثل الحبل الشوكي والعينين.

● وظيفة الجهاز الهضمي: الترطيب الكافي ضروري لمنع الإمساك والمساعدة في عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.

● صحة البشرة والجلد: يساعد الماء في الحفاظ على رطوبة الجلد والأغشية المخاطية، مما يؤخر ظهور التجاعيد ويدعم صحة الجلد العامة.

⚠️ 3. أعراض الجفاف (متى يصبح الماء منسياً؟)

غالباً لا ندرك أننا نعاني من الجفاف إلا عندما تظهر الأعراض الواضحة. لذلك، من المهم الانتباه حتى للإشارات الخفيفة:

● العطش الشديد وجفاف الفم: الإشارة الواضحة، لكن الشعور بالعطش قد يأتي متأخراً.

● لون البول الداكن: البول المركز والداكن هو مؤشر رئيسي على أن الجسم بحاجة ماسة للسوائل.

● التعب والإرهاق: الشعور بالتعب المفاجئ أو انخفاض النشاط، حتى في منتصف اليوم.

● الصداع والدوخة: كما ذكرنا، هي من أبرز علامات الجفاف الخفيف.

💧 كيف نجعل الماء "عنصراً لا يُنسى"؟

الالتزام بشرب الماء يتطلب تغييرات سلوكية بسيطة ومقصودة:

1. ابدأ يومك به: اشرب كوباً كبيراً من الماء فور الاستيقاظ لتعويض الجفاف الذي حدث أثناء النوم.

2. اجعله مرئياً: احتفظ بزجاجة ماء أنيقة وكبيرة بجوارك دائماً (على مكتبك، في سيارتك، بجوار سريرك).

3. اجعلها عادة: اربط شرب الماء بعادات أخرى (اشرب كوباً بعد كل مكالمة هاتفية، أو قبل وبعد كل وجبة).

4. اضف نكهات طبيعية: إذا كنت لا تحب طعم الماء العادي، أضف شرائح من الليمون أو الخيار أو النعناع أو الفواكه لزيادة جاذبيته.

5. استخدم التطبيقات: هناك تطبيقات لتتبع كمية الماء التي تشربها وتذكيرك بانتظام.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.