من تأثير التكنولوجيا على حياتنا اليومية

لقد أحدث الإعلام الرقمي، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، تحولاً جذرياً في مفاهيم الجمال والصحة، يمكن تلخيصه في اتجاهين رئيسيين:



1. 💅 التغيّر في مفاهيم الجمال (السلبية والإيجابية)


🔻 التأثيرات السلبية (تنميط وضغط):


معايير جمال غير واقعية: عزز الإعلام الرقمي، من خلال صور المشاهير والمؤثرين المعدلة رقمياً (بالفلاتر وبرامج التحرير)، معايير جمال صارمة وغير قابلة للتحقيق في الواقع، مثل النحافة المفرطة، أو البشرة الخالية تماماً من العيوب، أو ملامح الوجه المنحوتة بشكل مثالي.

هوس الكمال والعمليات التجميلية: أدت المقارنة المستمرة بالصور "المثالية" إلى تدني الثقة بالنفس واضطراب في صورة الجسد (Body Dysmorphia)، وزيادة الإقبال على مستحضرات التجميل، أو حتى اللجوء إلى عمليات التجميل لتغيير الملامح أو شكل الجسم لتتماشى مع هذه المعايير الرائجة (مثل "تأثير كاردشيان" أو ظاهرة "زووم ديسمورفيا" المرتبطة بالاجتماعات المرئية).

تسليع الجمال: أصبح المظهر الجمالي سلعة يتم الترويج لها، ويتم ربطها بالنجاح الشخصي والاجتماعي.


🔼 التأثيرات الإيجابية (تنوع ووعي):


زيادة التنوع والشمولية: سمحت بعض الحملات والهاشتاغات (مثل #AcnePositivity و #BodyHairPositivity) بظهور أصوات تشجع على تقبل الذات والجمال الطبيعي والتنوع في الأجسام والألوان، مما يفتح الباب لتمثيل أكثر تنوعاً للجمال.

الوصول إلى المعلومات: أصبح من السهل الوصول إلى نصائح وتقنيات العناية بالبشرة والمكياج، مما زاد الوعي بطرق التجميل المختلفة.


2. 🍏 التغيّر في مفاهيم الصحة (تثقيف وتضليل)


🔼 التأثيرات الإيجابية (توعية وسهولة وصول):


نشر الوعي الصحي: أصبح الإعلام الرقمي أداة قوية للتثقيف الصحي، حيث تساهم الجهات الصحية والخبراء والمثقفون الصحيون في نشر رسائل حول الوقاية من الأمراض، وتشجيع أنماط الحياة الصحية، واللياقة البدنية، والتغذية السليمة.

الصحة النفسية: زاد الوعي بأهمية الصحة النفسية، وأصبح هناك انتشار لتطبيقات ومنصات تقدم استشارات وخدمات دعم نفسي بسرية وسهولة أكبر.

التفاعل والتخصيص: تتيح المنصات التفاعل الفوري مع الجمهور وتقديم محتوى صحي مُخصص، مما يعزز الاستجابة للتحديات الصحية الطارئة.


🔻 التأثيرات السلبية (معلومات مضللة وضغط):


انتشار الشائعات والمعلومات غير الموثوقة: التحدي الأكبر هو سهولة انتشار المعلومات الطبية غير الصحيحة أو المنحازة من مصادر غير متخصصة، مما قد يؤدي إلى اتباع حميات أو علاجات ضارة.

هوس اللياقة البدنية غير الواقعي: يروج المؤثرون أحياناً لأنظمة رياضية وغذائية قاسية أو غير مناسبة للجميع، مما يولد ضغطاً للسعي وراء "الجسم المثالي" الذي قد يكون غير صحي أو غير واقعي.

الإدمان والتشتيت: الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى التشتيت عن ممارسة التمارين أو الأنشطة العائلية، وقد يؤثر سلباً على جودة النوم والصحة العقلية بشكل عام (كالقلق والاكتئاب).


باختصار، يمكن اعتبار الإعلام الرقمي سلاحاً ذا حدين؛ فقد رفع مستوى الوعي الصحي وزاد من إمكانية الوصول إلى المعلومات، ولكنه في الوقت نفسه فرض معايير جمالية مصطنعة وغير واقعية، مما يستلزم وعياً نقدياً لتمييز المحتوى الهادف والموثوق عن المحتوى المضلل.



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

0تعليقات

1 - تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك
2 - رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
3 - يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها
4 - لا تنس نشر المواضيع لكسب الأجر