الخجل.. والعلاقة الحميمة «أحبه وأريده ولكني أخجل»..
الخجل.. والعلاقة الحميمة
«أحبه وأريده ولكني أخجل»..
عبارة كثيراً ما يسمعها الأطباء المختصون في مجال الصحة الجنسية.
وفي كثير من الحالات لا تستطيع الزوجة أن تعبر عما بداخلها تجاه الزوج، خاصة في المراحل المتقدمة من فترة الزواج؛ ما يجعل الأزواج يميلون إلى اختيارات أخرى قد لا تتوافق مع الشرع أو العرف، أو حتى مع المنطق الإنساني؛ رغبة في إشباع الحاجات الحميمة لديهم؛ ما يزيد المشكلة تعقيداً.
وقد تنتهي إما الى الطلاق، وإما إلى حدوث فراغ شديد لدى الزوجة يضطرها إلى أساليب خاطئة وخطيرة في الوقت نفسه، ليس فقط على الصحة الجنسية وإنما أيضاً على العلاقة الإنسانية، وحتى مع باقي أفراد الأسرة الذين لا ذنب ولا علاقة لهم بما يحدث. وهنا كانت أهم النصائح التي تقدم للمقبلين على الزواج من الجنسين تركز على أهمية الحوار الصريح والمكاشفة حول العلاقة الحميمة، ونجد أن استخدام أسلوب الحوار يتلاشى مع الزمن، وتتحول الممارسة الحميمة إلى صورة نمطية قد تبعث على الملل، وتتحول إلى مجرد «أداء واجب روتيني».
من هذا المنطلق اخترت الرسالة الآتية؛ لنشر الوعي والتركيز على أهمية إعادة صيانة الأداء الحميمي بعد مرور سنين على الزواج، فهذه الرسالة موجهة لكل زوجين يريدان أن يحافظا على أن تبقى العلاقة الحميمة حيوية، وإيجابية بغض النظر عن عدد سنين الزواج.
الحالة:
السيدة أم إيمان تقول إنها ترددت كثيراً في طلب الاستشارة في مسألة أصبحت همها الوحيد، وتسبب لها الكثير من المخاوف والقلق على مستقبل حياتها الزوجية، خاصة بعد أن سمعت الكثير من الحكايات مثلها والتي انتهت بتحطيم الزواج، والسبب الآخر الذي جعلها تتردد قبل أن تكتب لـ “سيدتي” هو خوفها من أن ينظر إليها نظرة غير لائقة، خاصة وأنها سيدة في بداية الأربعين من العمر، ولديها أبناء وبنات بل وأيضاً أحفاد، وتقول إنها اتخذت القرار؛ لتستشيرنا بعد أن تابعت العديد من الحالات التي تنشر، ووجدت أنها مرتاحة لتستشير. المشكلة بدأت منذ بداية الزواج عندما بدأ الزوج، والذي يكبرها بعدة سنوات، وكانت هي في المدرسة، ولا تعرف الكثير عن العلاقة الحميمة سوى ما قالته لها أختها الكبرى، وأيضاً ما تعلمته من القراءات المتعددة ومن الصديقات، وكان ملخص الموضوع أن الزوج سيقوم بكل شيء، وأنت عليك الطاعة من دون نقاش، واستمرت الحياة إلى أن بدأت تدرك معنى الأشياء التي لم تعرفها من قبل مثل المتعة، والوصول إلى الذروة وغيرها من أمور خافية عليها، ولم تكتشفها إلا بعد «فوات الأوان»، فالعلاقة الحميمة مع الزوج أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً عليها، فهي لم تعد قادرة على أن تجامل وتمثل، ووصلت إلى مرحلة تخجل أن تتحدث عنها، وهي تفضيلهاالإثارة الذاتية. وتقول على الرغم من تعودها على الزوج وهي تحترمه وتقدره، ولا تعرف أن كانت تحبه أم لا، إلا أنها لا تستطيع أن تجامل أكثر. وتسأل هل الخلل فيه، أم أن الخلل فيّ أنا؟ ما الحل؟ كيف أستطيع أن أوفق بين رغباتي وبين واجبي تجاه زوجي، مع العلم بأنني لا أريد الطلاق، أو حتى الانفصال عنه، فهو رجل طيب، ولكنني مللت من هذا الوضع، الذي لم يتغير منذ عشرين عاماً، فهل يوجد علاج؟.
الإجابة:
سيدتي الفاضلة: لك مني كل التقدير والاحترام على أسلوبك في عرض مشكلة تعانين منها، كما تفضلت وذكرت العديد من الزوجات، خاصة من مضى على زواجهن سنوات طويلة، والسبب في ذلك يعود للاعتقاد الخاطئ الذي يتخذه البعض كمثل «من شب على شيء شاب عليه»، فمثل هذه الأمثال تعد كارثة على المجتمع، فكل سلوك يمكن تغييره إلى الأحسن، وهنا اسمحي لي بأن أناقش بعض النقاط المهمة في رسالتك، وبالتالي تمكننا من الوصول إلى حل يناسب الجميع بإذن الله
أولاً:
العلاقة الحميمة كائن حي ينمو ويتطور، وأيضاً يموت بتأثير العوامل النفسية والاجتماعية، وأيضاً العضوية وهنا تأتي أهمية التعرف إلى ما هو الخلل الذي حدث في علاقتكما الحميمة، والذي يمكن أن أختصره بكلمة واحدة أنت ذكرتها هي: (الملل) والرتابة في ممارسة اللقاء الجسدي، والذي يجعل الشخص يفقد الإثارة، وتتحول العلاقة إلى مجرد أداء ميكانيكي تتم بين بعض الأزواج بصمت تام، وفي الظلام، وكأنها حداد وليست علاقة ممتعة ومفيدة لكليهما.
ثانيا:
التعويض الذي تجدينه في الإثارة الذاتية ناتج عن الفانتازيا المصاحبة للأداء الجسدي، وهو من الأمور التي يمكن أن تستفيدي منها في تحسين الأداء الحميم مع الزوج لاحقاً.
ثالثا:
الممارسة الحميمة كتناول الطعام حق لجميع المتزوجين من كل الأعمار، ولا تقتصر على فئة عمرية بعينها، ولذلك يجب أن تؤمني بأن من حقك أنت وزوجك أن تنعما بهذه العلاقة بصورة إيجابية بعيداً، وأقول لك سراً «إن كل الأزواج بلا استثناء (ماعدا المرضى بالشك المرضي) يعشقون أن تبدأ الزوجة الملاطفة»، ما يزيد من معدلات الإثارة لدى الزوج، وهو الشيء الذي يجب أن تبدئي في التدرب عليه مع زوجك، ابدئي في اختيار ما تعتقدينه مثيراً له. وعليك أن تعرفي ما الذي يجعله يتجاوب، وابدئي في تنفيذه تدريجياً، ودائماً اسأليه عن رأيه، وماذا يحب ويعجبه.
رابعاً:
أرجوك اتركي الخجل جانباً؛ وثقي بنفسك ومحبة زوجك لك لتنعمي بالعلاقة الحميمة الجيدة، ودللي زوجك كما لو كنت تعيدين تشكيله من جديد.
خامساً:
هنا أوجه رسالة للزوج وأقول له إن الزوجة شريك فاعل، وإيجابي ونشط في العلاقة الحميمة، فلا تخجل من أن تستمتع وتجعلها تشاركك المتعة الحلال، اقرأ.. اسأل.. جرب.. وتحدث معها بصوت حنون عما يساعد في زيادة تجاوبك، ولا تنس أن لها حقوق أيضاً.
سادساً:
التغيير في نمط الممارسة الحميمة يحتاج إلى وقت كاف؛ ليحدث التغيير الإيجابي المطلوب بغض النظر عن المرحلة العمرية، وفي الحقيقة يحتاج الزوجان إلى التجربة لعدة أوضاع وأمور؛ ليجدا ما يحافظ على أن تبقى العلاقة الحميمة حيوية.
نصيحة:
الشيء الذي يقتل أي علاقة حميمة في أي مرحلة من مراحل الزواج هو المجاملة، وهنا نحتاج إلى وقفة لإعادة تقييم العلاقة، وأيضاً البحث عن وسائل لإنعاشها قبل أن تموت في الروتين والملل.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0تعليقات