هل يردد مع المؤذن وهو في الخلاء؟


هل يردد مع المؤذن وهو في الخلاء؟



الجواب :
الحمد لله
يكره لمن يقضي حاجته أن يذكر الله تعالى ، وذلك تعظيماً لاسم الله تعالى أن يذكر في هذا المكان . 

ومن ذلك : الترديد خلف المؤذن ، فيكره ذلك لمن كان في الخلاء .

قال النووي رحمه الله: 
" يكره الذكر والكلام حال قضاء الحاجة ، سواء كان في الصحراء أو في البنيان ، وسواء في ذلك جميع الأذكار والكلام ، إلا كلام الضرورة حتى قال بعض أصحابنا : إذا عطس لا يحمد الله تعالى ، ولا يشمت عاطساً ، ولا يرد السلام ، ولا يجيب المؤذن ، ويكون المسلم مقصراً لا يستحق جواباً ، والكلام بهذا كله مكروه كراهة تنزيه ، ولا يحرم...." انتهى من كتاب "الأذكار" (1/26)

وقال ابن القاسم رحمه الله :
"تسن إجابته [يعني : المؤذن] إجماعاً، على أي حال كان ، من طهارة وغيرها ، ولو جنبا أو حائضاً ، إلا حال جماع وتخلٍ " انتهى من "حاشية الروض" (1/453) .

وروى ابن المنذر رحمه الله في الأوسط عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : 
"( يكره أن يذكر الله على حالتين : الرجل على خلائه ، والرجل يواقع امرأته ؛ لأنه ذو الجلال والإكرام يجل على ذلك ) وقال عكرمة : لا يذكر الله وهو على الخلاء بلسانه ، ولكن بقلبه . 
ثم قال ابن المنذر : الوقوف عن ذكر الله في هذه المواطن أحب إلى تعظيما لله ، والأخبار دالة على ذلك ، ولا أوثم من ذكر الله في هذه الأحوال..." انتهى من "الأوسط" (1/368)
وهذه الكراهة إنما هي لمن حرك لسانه بذكر الله تعالى ، سواء جهر بذلك أم أسر ، أما ذكر الله تعالى بالقلب بدون تحريك اللسان فليس مكروهاً .

قال النووي رحمه الله : 
" فإن عطس فحمد الله تعالى بقلبه ولم يحرك لسانه فلا بأس، وكذلك يفعل حال الجماع " انتهى من كتاب "الأذكار" (1/26) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " لا ينبغي للإنسان أن يذكر ربّه ـ عز وجل ـ في داخل الحمام ، لأن المكان غير لائق لذلك ، وإن ذكره بقلبه فلا حرج عليه بدون أن يتلفّظ بلسانه ، وإلا فالأولى أن لا ينطق به بلسانه في هذا الموضع وينتظر حتى يخرج منه " انتهى من "مجموع الفتاوى" (11/209)

والله أعلم
لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

0تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
::: يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها :::