احترف «فن التشاجر» على طريقة أسعد الأزواج

لا توجد علاقة زوجية هادئة بشكل دائم، فجميع الأزواج حول العالم يتشاجرون، الأكثر تعاسة منهم والأكثر سعادة. لكن النقطة المشتركة هذه تختلف بكيفية المشاجرة، فما يقوم به التعساء يختلف جذرياً عما يقوم به السعداء. 




طريقة المشاجرة تحدد ما إن كانت النقاشات الحادة التي تدور حينها مؤذية أو مدمرة، أو إن كانت ستؤدي إلى نتائج وحلول إيجابية أو سلبية. السعداء يملكون قواعدهم الخاصة التي يعملون وفقها، حتى حين يتشاجرون. 


الأجواء الإيجابية تحد من تأثير المشاجرات المدمرة 
الأجواء الإيجابية بشكل عام تحد من تطور المشاجرات، أما السلبية فتجعلها تتفاقم بشكل كبير. هذه الأجواء لا تكون وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تصرفات إيجابية تراكم تأثيرها وجعلها العنصر الحاسم عند وقوع المشاكل. لتحقيق الأجواء الإيجابية على الشريكين تعلم أسلوب التخاطب الإيجابي، كلمات بسيطة مثل التعبير عن الشكر أو الحب أو الامتنان تؤسس لها.
أما التذمر والإشارة للعيوب فهي حلقة مفرغة من الطاقة السلبية التي تجعل الأجواء قابلة للإنفجار في أي لحظة. لذلك حين يتشاجر الأزواج الذين سبق لهم وأسسوا أجواء إيجابية؛ فإن النزاع ينتهي بسلام. الوصول لهذه المرحلة قد يتطلب بعض الوقت، لكن هذه هي حال حلول العلاقة الزوجية.. لا تتم بلمح البصر. 


لعبة اللوم غير موجودة 
عندما يدخل أي ثنائي في جدال ما، فإن إلقاء اللوم على الآخر من الأمور الشائعة، والتي في الواقع تجعل المشاجرات تستمر لوقت طويل جداً. السعداء يتحملون اللوم مناصفة، وهذا الأمر يتطلب الكثير من النضوج الفكري والعاطفي.
هناك مشكلة ما؟ كل واحد منهما يعترف بدوره في تفاقمها؛ لأنه لا توجد مشكلة سببها طرف واحد. الأمر هذا يؤسس لعلاقة قائمة على المساواة في كل شيء، ما يجعلهما يعملان كفريق، فهما معاً في السراء والضراء، وكل واحد منهما يتحمل ما عليه تحمله. 

من المسؤول عن سعادة الآخر؟ 
الإجابة ..لا أحد. الزوج غير مسؤول عن سعادة زوجته، والعكس صحيح، كل شخص مسؤول عن سعادته. صحيح أن هذا لا يعني أنهما لا يدعمان بعضهما البعض، ولا يحاولان إسعاد بعضهما البعض، لكنهما لا يعتبران أن هدف وجود الآخر هو منحه السعادة .
التذمر، واللوم أمران يقوم بهما كل الأزاوج، تلومه على مللها، ويعايرها بحياتهما التعيسة، هي تتذمر من الروتين وهو يصرخ بوجهها؛ بأنه لم يعد يحتمل الحياة معها.
تشعر بالتعاسة؟ حسناً عليك التصرف والقيام بتغيرات جذرية تحول هذه الصورة التعيسة إلى أخرى سعيدة. إن لم يتمكن كل شخص من العثور على سعادته، فلن يمكنه منحها للاخر. الوصول إلى هذه المرحلة يتطلب سنوات، لكن النتيجة تجعله يستحق الصبر.
الاعتراف بالخطأ والتقبل بأن الآخر محق
أحياناً نوبات الغضب تسفر عن قول أحد الشريكين لوقائع حقيقة لم يكن قد تم الإفصاح عنها من قبل. السعداء لا يشعرون بالإهانة أو يحاولون رد الصاع صاعين، بل في الواقع يعترفون بأن الآخر على حق حين يكون كذلك. قد يكون الزوج في حالة من الغضب غير المسبوق، وتبرز زوجته أمراً ما، ولو بلهجة قاسية، صحيحاً ١٠٠٪ عن شخصيته أو تصرفاته، ما يقوم به هو الاعتراف بأنها محقة.
العكس صحيح تماماً حين ينطق أحدهم بشيء غير صحيح على الإطلاق، فهو يعترف فوراً بأنه مخطئ. الخلاصة هي أنه عند وقوع المشاجرات، التركيز يكون على الحقيقة وليس على الجهة التي ستربح النقاش.

لا يتشاجران من أجل المشاجرات فقط
المشاجرات حول الأمور التافهة التي لا أهمية لها سمة عامة، وهي مدمرة جداً في الواقع؛ لأنه عاجلاً أم آجلاً ستصبح العلاقة لا تطاق. القاعدة التي يجب اعتمادها هي تحويل مسار ما يحدث وجعله مناقشة لا مشاجرة. الجدال مقبول شرط الخروج بنتيجة، أما الجدال العقيم فهو يؤدي الى ارتفاع منسوب التوتر والغضب، وبالتالي تفجير الأوضاع. 

منح الآخر فائدة الشك 
لا توجد مشاجرة مثالية، حتى في حياة الأزواج السعداء. هناك طرف سيؤذي الآخر، سواء بكلامه أو بتصرفاته، فالبشر يميلون إلى التصرف بلؤم حين يغضبون. لذلك افتراض النية الحسنة وبشكل دائم عند الآخر أمر ضروري.
لا تعتبر أنها قالت هذا أو تصرفت بهذه الطريقة بنية سيئة، امنحها فائدة الشك دائماً. الأمر هذا سيجعلك تركز لا شعورياً على الإيجابيات، بينما حين تفترض الأسوأ فأنت لن تفكر سوى بما هو سلبي في شخصيتها. حينها ستبدأ بالشعور بالغضب والنفور والكره.. وهذه المشاعر يمكنها أن تدمر العلاقات. 



لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم